للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- تريدين (فلانة) التي قيل إنها كانت تحب الرافعي؟

- نعم! وهذه أهم نقطة تعنيني في كلمة الأديب العريان

- وأنا أريد أن أمن على مصر وأدباء مصر فأقول إني قضيت في بغداد سنة كسبت لوطني فيها ألوفاً من الأصدقاء

- أنت تمن على وطنك، والمن على الوطن لا يليق بكرام الرجال

- وماذا أصنع إذا كان وطني لا يعرف غير من يمنون عليه؟! وهل يعرف وطني أني أكتب في كل أسبوع أكثر من تسعين صفحة وأشتغل أكثر من سبع عشرة ساعة في كل يوم؟ هل يعرف وطني أني أهتم بالمصريين المقيمين في العراق أكثر مما أهتم بنفسي؟ هل يعرف وطني أني أزور كلية الحقوق مرتين في كل يوم لأطمئن على صحة الدكاترة عزمي وفهمي وسيف؟

- ومن هؤلاء؟

- هم أساتذة في القانون لا في الطب، وهم من أبناء القرن التاسع عشر

(وكانت غلطة فظيعة، فإنه لا ينبغي أن تعرف ليلى من المصريين أحداً سواي)

- حدثني عن ليلى المريضة في لبنان

- كانت ليلى المريضة في لبنان زميلتي في الدرس يوم كنا طالبين في الجامعة المصرية؛ وكنت أتقرب إلى قلبها باغتياب الأساتذة، فأزعم أن الكونت دي جلارزا لا يفهم الفلسفة، وأن الشيخ المهدي لا يعرف أسرار الأدب، وأن الشيخ الخضري لا يدرك حقائق التاريخ، وأن إسماعيل بك رأفت يجهل الجغرافيا ووصف الشعوب!

- يظهر أنها طالبة شقية!

- كانت أشقى من ليلى المريضة في دمياط

- أنا لا يهمني إلا الوقوف على أسرار ليلى المريضة في لبنان

- إنتظري، إنتظري، إن الله مع الصابرين

(للحديث بقية وبقية)

زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>