للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحببت الحياة سأحب الموت

إن الطفل ليصيح حين تنتزعه أمه عن ثديها الأيمن. ولكنه سرعان ما يجد في الثدي الأيسر سلوة وغراء

- ٩٥ -

فلتكن كلمة وداعي حين أبرح هي: إن ما رأيته هنا هو المثل الأعلى

لقد رشفت بعض الرحيق الخفي من زهرة اللوتس المنشورة على محيط النور. لهذا فأنا سعيد. . . فلتكن هذه هي كلمة وداعي

وفي هذا الملعب اللانهائي وجدت نفسي لهوها؛ وفيه استطعت أن أنظر إليه نظرة خاطفة. . . إليه هو الذي لا شكل له

وأرتعد جسمي كله واضطربت أطرافي بلمسة من لمساته هو. . . هو الذي لا يلمس؛ وإذا حان حَيْني فليأت. . . فلتكن هذه هي كلمة وداعي

- ٩٦ -

حين أجد لذتي معك لن أسأل: من عسى أن تكون؛ فأنا لا أعرف الخداع ولا الخوف، لأن حياتي كانت صاخبة

وفي بكرة الصباح ستوقظني من غفوتي في رفق كأنك صديقي، ثم تقودني في سرعة من طريق إلى طريق

أنا - في هذه الأيام - لا يعنيني أن أدرك معنى الأغاني التي تترنم لي بها؛ غير أن صوتي يوقع اللحن، وقلبي يرقص على النغم

والآن، وقد تصرّم زمان العب، ماذا عسى أن تكون هذه النظرات الفجائية التي تتساقط علي؟ إن الدنيا مطرقة في خشوع ونظراتها معلقة بقدميك وكواكبها صامتة

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>