رضٌ يحتمل أن يكون من جراء سقوطك من مرقدك في غفوة حلم؛ وهذا مكانك دافئ لا إمكان لأن ينالك فيه برد. . . إذن فماذا. . .؟
لابد من تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة. ليس في الأمر جريمة على ما أعتقد وأرى! أهي سكتة قلبية؟ أهي ذبحة صدرية؟ أهو تصلب في الشرايين. . . .؟ ليتني أعرف يا ديكي العزيز. . .!
يا للقدر! لقد كنا نأمل أن يكون تشريحك بين العروسين في ليلة الزفاف، فكيف يطاوعني قلبي أن أبدلك منهما مبضع الطبيب البيطري. . .!
هذا صديقك (بيتر) يهز ذيله في حيرة، وينكت الأرض برجليه في ألم، ويعوي من قلبه في صوت مبحوح. ماذا يريد يا ترى؟ أيطمع أن يرشدنا إلى القاتل وليس هناك جريمة؟ أم يريد أن يقوم هو بعملية التشريح وتمزيق اللحم بعد ما أصبح الديك لا يصلح للعروسين، أم. . . أم هو يبدي الحزن على صديقه الفقيد ويريد أن يحفر له قبره بيده. . .؟
من يدري أي سر يعتمل في صدر هذا الحيوان؟ لقد تركناه لحاله وما فهمنا قصده، واتجهنا إلى هذا الفقيد نفكر فيما نصنع به وأخيراً شيعناه بنظرة وداع، وعقدنا العزم على أن نجعله طعاماً لبيتر. ما أشد ظلم الإنسان للحيوان، حتى على الموت! لقد قطعنا فخذ الديك فنزعنا ما بها من ريش، ثم جعلناها وجبة الطعام لبيتر. . . ولكن. . . يا عجبا! إن بيتر يأبى أن يأكل من لحم صديقه الذي مات، على شهوته وجوعه. ها هو ذا يعمد إلى الريش المنزوع فيجمعه بفيه ثم يغطي به هذه الفخذ العارية. لقد قام الكلب بواجبه، فكفن صديقه في أثوابه وواراه التراب!
يا للوفاء! الكلب يأبى أن يأكل لحم صديقه ميتاً وإنه لا يعف عن طعام، والإنسان - ويلي على الإنسان! - والإنسان لا يتعفف أن يأكل لحم أخيه. . . إن في الكلاب لنُبلاً وشهامة. . .!