نكون اليوم إلى أن ننشر تاريخنا ومبادئ ديننا على أعين الأجانب ليروا. . .
والكتاب قسمان: الأول يتحدث عن النشأة الأولى للإسلام منذ ظهور أول قبس من نوره حتى استيلاء العرب على الأندلس؛ والثاني يعرض النهضة الإسلامية الحديثة في لمحات خاطفة تشمل الأقطار الإسلامية جميعاً: تركيا الكمالية ومصر المستقلة وفلسطين وشمال أفريقية والصين والهند وأفغانستان والعراق وإيران و. . .
وفي الكتاب أبحاث قيمة لمسائل ذات شأن منها: ما عساه أن يكون وراء النهضة الإسلامية الحديثة؟ أفتحمل في أضعافها ثورة جامحة تعصف بسلام أوروبا؟ أفتتكون من القوى الإسلامية المختلفة جبهة شديدة تتدافع سيلاً جارفاً من الجيوش الثائرة فتلتهم ما عداها من الدول والممالك شأن المسلمين في عصرهم الأول؟ ماذا عسى أن تكون سياسة الدول الإسلامية الكبرى في الحرب العالمية القادمة؟ أفنستطيع أن نجد الوفاق بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي؟ و. . . و. . . مما يضطرب في خواطر القادة والزعماء. . . وفي الكتاب ولا ريب أبحاث طريفة ممتعة يجدر بالمشتغلين بأمور الإسلام والعرب والشرق أن يطلعوا عليها
الفتاة الصينية والتعليم
تبدأ نهضة الفتاة الصينية منذ سنة ١٩٠٧ فقط، أي أنه قد مضى على نهضتها ثلاثون عاماً هي مع قصرها في حياة أمة عظيمة قديمة كالصين حقبة مليئة بجلائل الأعمال التي تمت للفتاة الأوربية في قرن بأكمله، وبعد مصادمات عنيفة بين الجنس اللطيف الناعم والجنس القوي الخشن. والفضل في نهضة الفتاة الصينية ترجع إلى سيدة عظيمة تدعى شيوشان ' لا كما هو الحال عندنا إذ ترجع هذه النهضة إلى الجهود الجبارة التي قام بها المرحوم قاسم بك أمين. وقد دعت شيوشان إلى وجوب إنشاء المدارس للفتاة الصينية، ووجوب الإقلاع عن التقاليد التربوية الكونفوشية التي تحرم على البنت نور العلم الحديث، فلم تزل تكتب وتخطب وتشن الحرب على القابضين على زمام الأمر من أتباع مانشو حتى فازت في سنة ١٩٠٧ بإنشاء المدارس الأولية للفتيات ومدارس التربية للمعلمات. ولم يمض ربع قرن حتى كان في الصين مليونان من تلميذات المدارس، وحتى أصبحت نسبة الفتيات من طالبات الجامعات ١٤. ٥ % من عدد الذكور. . . والأعجب من كل ذلك أن الفتاة الصينية