الأزهر) ويرى المدرسون في الأزهر الشريف خريجي هذه الكلية في العام المقبل إذا شاء الله
هذا هو الطريق الوسط الذي لا طريق غيره. فيا ليت هذا الطريق يكثر سالكوه، فينشأ أمثال هذه الكلية في الشام والعراق. ويا ليت المدارس المدنية تفي (أيضاً) بتدريس القرآن والعلوم الإسلامية. إن لم يكن ذاك لأنها دين لا بد منه فليكن تدريسها لأنها مواد علمية قيمة، وثقافة لا بد منها لكل رجل مهذب، وعالم متخصص
علي الطنطاوي
بين سابور وفالريان
جاء في مقال الأستاذ محمد عبد الله عنان (بين تيمورلنك وبايزيد) المنشور في العدد الأخير من الرسالة أن تيمورلنك وضع بايزيد بعد أسره في قفص من حديد كما فعل قيصر الروم مع سابور ملك الفرس
وهذا على النقيض مما وقع تماماً، غذ أن سابور الأول هو الذي أسر قيصر الروم الذي ظل في أسره إلى أن مات وذلك أن سابور بعد فترة هدوء بينه وبين الروم مدة أربعة عشر عاماً تقريباً - كان في خلالها منهمكاً في حروب مع أعدائه الطورانيين المتاخمين لحدوده الشرقية - رأى أن الفرصة مناسبة، بسبب اضطراب الحالة الداخلية في الإمبراطورية الرومانية، لاقتطاع بعض أجزائها المتاخمة لحدوده الغربية وضمها إلى رقعة ملكه الواسعة. فسار على رأس جيش كبير يرفرف عليه علم فارس المرصع وبدأ بمهاجمة المدينتين الحصينتين إدسا ونصيبين اللتين لم تلبثا أن وقعتا في قبضة يده
وكان قيصر الروم إذ ذاك هو الإمبراطور فالريان فهرع لملاقاة عدوه ومحاولة صد تياره الجارف ولكن بمناورة حربية بارعة تمكن سابور من وضع الإمبراطور في موضع لم يجد معه بداً من الاستسلام بجيشه بأسره لسابور الظافر
وبعد الانتهاء من فتوحاته التي اقترنت بالنار والدم عاد سابور إلى عاصمة ملكه حاملا معه أسيره الإمبراطوري الذي ظل في أسره إلى أن مات
ولا يعلم بالضبط مدى صحة الإشاعة التي تقول إن سابور كان يضع أسيره في قفص من