آرثر فيليب بجانب عظيم من الأسطول البريطاني لإنشاء ويلز الجديدة الجنوبية أولى المستعمرات الإنجليزية في هذه القارة الغنية الواسعة. هذا ويرجع الفضل في استكشافات استراليا إلى الكابتن كوك قبل هذا الاستعمار بسبعة عشر عاماً (١٧٧٠). والشعب الأسترالي الذي هب هذا العام يحتفل بتلك الذكرى العظيمة هو شعب راق متمدين، لا يقل حضارة عن إنجلترا نفسها، وقد أنشأ مدناً جميلة آهلة بالسكان على الشاطئ الشرقي والجنوبي الشرقي من القارة لا تقل بهاءً عن أجمل المدن الأوربية. وهذا الشعب مولع (باليُوجَنّية) أي علم استحداث الأحياء الراقية من الأحياء الوضيعة. وقد أفلح في إيجاد الخيول الأسترالية القوية والخنازير السمينة والأغنام التي تمد العالم بنصف محصوله من الصوف النظيف الناصع، والأرانب التي تغمر فراؤها أسواق لندن وباريس. وقد نجحوا نجاحاً عجيباً في الانتخاب النباتي، فهذا قمحهم الجيد يغمر الأسواق وهذه فاكهتهم تباع في مصر بأرخص مما تباع فاكهة ممالك البحر الأبيض
والأستراليون أذكياء جداً، ولعل السبب في ذلك هو أن ٩٠ % منهم أحفاد المجرمين وذوي السوابق من البريطانيين الذين نفوا من إنجلترا لاستعمار استراليا
الجريدة أم المجلة
مما تشكر عليه الجرائد المصرية إفرادها إحدى صحائفها للفنون والعلوم والآداب، وهذا خير ولا تثريب على جرائدنا فيه بيد أننا نلاحظ أن كثيرين من أدبائنا الجهابذة وعلمائنا الأجلاء يؤثرون الجرائد ببحثوث جليلة الفائدة في التاريخ والآداب والعلوم والفنون، قد لا ينتفع بها عامة القراء، وقد لا يلتفت إليها خاصتهم، وإذا راقت أحدهم وقراها فقد لا يستطيع الاحتفاظ بالصحيفة أكثر من يوم أو يومين، بله عاما أو عامين، ومن هنا تضيع قيمة البحث وتندثر فائدته، ولو قد نشر في مجلة من مجلات مصر المحترمة لوجد طائفة كبيرة من خاصة القراء تعرف له قيمته وتحتفظ به إلى ما شاء الله. وأمثال هذه البحوث كثيرة، وقد قرأنا منذ حين بحثاً جليلاً في تحقيق أسماء المدن الأسبانية وآخر في أصول الأدب المصري القديم، وثالثاً في تاريخ الكتابة الهيروغليفية. . الخ. . . فأين هي هذه البحوث اليوم؟!