حاولنا أن نبقي الشرق شرقاً والغرب غرباً، لأن الاتصال بينهما يزداد كل يوم ويتضاعف، ولأن في الغرب من القوة والحياة كل ما هو جدير بالاتساق والانسجام مع عظمة الشرق ومجده! لسنا ندعو إذاً إلى طغيان أحدهما على الآخر، لكنا نريد تناسقاً يخلق لنا حياة أغنى وأعمق وأكثر بعثاً للرضى والتآلف والارتياح. يقول فرويد (إن عدم التغيير موت)! فلنأخذ من الغرب مثلاً رياضته وهندسته وتربيته وفنه، ولنبق للشرق خلقه وكرمه وروحانيته، وليكن رائدنا في جميع ما نأخذ وما ندع هو الرغبة في التقدم الذي يحفظ لنا شخصيتنا ولا يتركنا متخلفين وراء الغرب، ولتكن خطتنا هي التقريب بين المعاهد المختلفة لتحسين خططها وتوحيد غرضها وتقليل نفقاتها، بحيث ينجم عن ذلك التقارب تعاون متناسق يعمل من أجل غرض واضح مرسوم. ذلك أن العقل الناجح هو ذلك الذي تعمل خلاياه باختلاف ولكنها ترجع جميعاً إليه كعقل واحد منتظم. وإذا بحثنا عن ذلك العقل الموحد في هيئاتنا التعليمية لم نجد بين خلاياه اتصالاً معقولاً، ولم نجد له غرضاً واحداً موضوعاً تعمل الجهود المختلفة على تحقيقه
٦ - اقتراحات للإصلاح
ولئن كانت مصر قد أخذت بكثير من نواحي العلاج، وستستفيد بلا ريب من احتكاكها بعصبة الأمم في نواحي الصحة والطفولة والعمال والتعاون الفكري فلاشك أنها محتاجة لبحث الشئون الآتية كوسائل ضرورية للعلاج:
(١) النظر في أية ثقافة جديرة بالتشجيع؟ وأية حياة مثلى يجب أن تسيطر على نظام التربية؟
(٢) نشر التعليم ومحو الأمية والارتقاء بمستوى السواد الأعظم إلى حيث تتحقق الحياة الديمقراطية الصحيحة
(٣) تعديل التعليم الثانوي على نحو أكثر تحقيقاً للحياة العملية والاجتماعية درءا لأزمة البطالة الراهنة
(٤) تقريب معاهد الثقافة بعضها من بعض على النحو الآنف. ويشمل هذا التقريب الطلبة والمدرسين على السواء
(٥) حسن اختيار المعلمين والارتفاع بمستواهم حتى تصبح مهنتهم جديرة بالاحترام اللائق