يعيش في إنجلترا فقط، بل هو يعيش بخياله في العالم أجمع، وهذا الخيال المغناطيسي هو من صنع الأساتذة البارعين الذين يتخذون من خيال الصغير طريقاً إلى عقله. والكتاب الذي يصدر للصغار في إنجلترا عن النيل ليس كهذه الكتب الجافة المتحجرة التي تصرف للتلاميذ المصريين بل هو أشبه شيء بمجلة راقية تفنن في تنسيقها المصور والرسام والجغرافي والمؤرخ ورجل التربية ورجل المطبعة فجاء آية في الابتكار وسلامة الذوق. . . فهذا هو النيل في عهده الفراعنة، وهذى هي الأهرام والبرابي والمعابد والمسلات والعواصم المصرية القديمة. . ثم هذا هو النيل في عصر البطالسة وفي العصر الروماني وفي العصر العربي. . . ثم ذاك هو النيل في عصر محمد علي وإسماعيل وفي العصر الحديث، وهذه هي خزاناته وسدوده والمدن القارة على حفافيه. . . الخ وذلك كله على لوحات تبلغ إحداها ستة أقدام طولاً مزدانة بالألوان الطبيعية الجميلة الزاهية التي تنطبع بمجرد النظرة في خيال الصغير فلا يحتاج إلى قراءات طويلة مملة
وتصدر في مصر مجلة للتلاميذ لا بأس بها إذا عنيت قليلا بما هو مصري وقللت من هذا السخف الذي تدأب في ترجمته عن الكتب الأوربية المقررة وغير المقررة. فهل فكر القائمون عليها - وهم من خيرة رجال التربية المصريين - في إصدار أعداد ممتازة بالألوان على نسق كتاب النيل الذي سيصدر في إنجلترا للأطفال الإنجليز؟ عندنا الزراعة المصرية والصناعة المصرية وطرق المواصلات والموانئ والحدائق المصرية الناشئة ودور الكتب ومصر القديمة. . . الخ. فماذا يمنع رجال المجلة من تخصيص أعداد ممتازة تتناول هذه الموضوعات!!
لقب شيانج كاي شك وأعماله
أشتهر هذا العصر بطائفة من الزعماء كان لهم أثر بعيد المدى في توجيه شعوبهم توجيهاً سيذكره التاريخ بما يستحقه من فخر ومجد. . . والذي يلفت النظر أن كلا من أولئك الزعماء أشتهر بلقب عرفه به العالم أجمع. فهتلر هو الفوهرر، وموسوليني هو الدوتشي، ومصطفى كمال هو الأتاتورك، وغاندي هو المهاتما، وكان يطلق لقب النمر على كليمنصو. . . أما القائد الصيني شيانج كاي شك فلقبه جنرالسيمو أو القائد العام. وتاريخ حياة شيانج هو قصة البطولة التي يفخر بها كل شرقي والتي ينبغي أن تكون مثالاً لكل من