حياة جافة تخلو من النعومة ومن النساء ومن الحوادث التي تثير في الناس غرائز الاستمتاع والبهجة؛ ولكن السينما كما قلنا في تدرج وفي اطراد، فلا بد لها أن تبلغ هذا الأمر فتظهره في الثوب الحقيقي به وتبرز النواحي الإنسانية فيه فتعوض بها النواحي السفلى التي تثيرها حادثة غرام أو معركة أو حريق
وقد نجحت المحاولة ووفق أصحابها فرأينا على الشاشة أول ما رأينا فولتير ثم باستير وزولا يلهبون الأكف تصفيقاً ويملئون السمع والقلب والبصر حكمة وموعظة وفخراً
ومن المشروعات التي تشغل الأذهان الآن في عالم السينما إخراج فلمين عن تولستوي وألفريد نوبل العالم الكيميائي مخترع الديناميت وصاحب الجوائز التي باسمه لخدمة العلم والأدب والسلم
ولكن الخطوة الأكثر تقدماً نحو الرقي هي الاشتغال بإعداد فلم عن مذهب العلامة سيجموند فرويد في التحليل النفسي؛ وصاحب الفكرة هو الممثل الألماني كونراد فاليت الذي يعتمد في إخراج هذا الفلم على المخرج الكبير الكسندر كوردا صاحب شركة أفلام لندن
وهكذا تتطور السينما من حسن إلى أحسن فتتوطد مكانتها كوسيلة ثقافية فضلاً عن وظيفتها كوسيلة استمتاع
محمد علي ناصف
جماعة أنصار التمثيل والسينما
في السابع عشر من هذا الشهر تحتفل جماعة أنصار التمثيل والسينما بيوبيلها الفضي في حفلة تقام بدار الأوبرا الملكية تفضل برعايتها حضرة صاحب الجلالة الملك ووعد بتشريفها وقيام جماعة أنصار السينما من الأسباب الحقيقية التي تحمل الإنسان على الاعتقاد بوجود مسرح مصري، لجدها المتواصل وعملها المنتج؛ وقد أخرجت عدة روايات ناجحة ما تزال تمثل للآن على مختلف المسارح. وعلى الرغم من كونها جماعة هواة فقد أفاد المسرح على يديها ما لم يفده من أكثر المحترفين جماعات وأفراداً. وكثير من الفنانين الذين تعتمد عليهم مسارحنا قد بدءوا طريقهم بين هذه الجماعة
ونصيب السينما من عملها لا يقل عن نصيب المسرح فقد أخرج على أيدي أعضائها عدة