يا صرحة الماء قد سُدَّت موارده ... أما إليك طريق غير مسدود؟
حقاً يا سيدتي الشركة، لقد سامتنا (عداواتك) رهقاً وعذابا، جرّعتنا من نيلنا علقماً وصابا، وكان من قبل سكراً مذابا، وكان شهداً وجُلاَّبا، لقد ساغ ورداً وحلا شرابا!.
حقا، يا سيدتي الشركة، إنك لتروّقين الماء ولكنك تعكرين النفوس، وتملئين الآنية ولكنك تخلين الجيوب حتى من الفلوس!
يا سبحان الله، يا شركة! تعطيننا الماء وتقتضين الذهب، ولو كان مالنا نيلا لجف يا شركةُ من كثرة النزع ونضب!
ارحمينا، يا شركة، وأعملي معنا بالمثل الذي قالته العامة من قديم الزمان:(المية ما تفوتشي على عطشان)!!!
وبعد، فعندي، يا سيدتي الشركة، أكثر من هذا، ولكن:
في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء
ونرجع إلى سياقة الحديث فنقول: أفآن لوزارة الأشغال أن تنجز الوعود، ولشركة المياه أن تعدل عن دلّها المعهود، فتترفق في ثمن الماء، وتخفف عن كواهلنا ما يهددّها من الأعباء، فقد اعترانا الداء من ناحية الدواء. ولله در شاعر الغبراء:
من غصّ داوى بشرب الماء غصته ... فكيف حال الذي قد غصّ بالماء؟
فإن فعلت وإلا فقد طابت الهجرة إلى البراري والقفار، لنتعوض عن ماء النيل ماء الآبار والأمطار. وإني لأخشى أن تلاحقنا الشركة هناك، وتبسط علينا سوط (الاشتراك)، بعد أن تحوز ماء الغمام في مواسير، وتختم بالعداد على كل بير. فالشركة وراءنا ولو تعلقنا بالسحاب، أو تدسَّسنا في التراب، وأمرنا إلى من له المرجع والمآب!
أرجو أن تنصفينا، يا شركة المياه، وتفرّجي عنا من هذا الضيق، وإلا اضطررنا إلى أن ندعوك (شركة تنشيف الريق). . . والسلام