إن العذر الوحيد الذي قد يقوم نصف قومة في مثل هذه الحالة هو أن تكون لغة البلد غير معروفة إلا لدى قلة لا تستأهل جهداً خاصاً، ولكن شيوع العربية على ألسنة الملايين وبين كثير من الشعوب ينفي مثل هذا العذر. ولقد رأينا بعض الأفلام القليلة النادرة المترجمة إلى العربية على نفس الشريط فكانت مؤيدة لوجهة نظرنا في هذا الموضوع وهي الوجهة التي قدرها أصحاب هذه الأفلام من حيث ضمان مصلحتهم المادية فضلاً عن مصلحتهم الأدبية في اكتساب احترامنا وودنا
هناك حقاً لوحة صغيرة من القماش توضع بأحد جانبي الشاشة لعرض ترجمة عربية ركيكة مقتضبة نسميها ترجمة على سبيل المجاز؛ وكثير من الدور لا تكلف نفسها وضع هذه اللوحة فتكتفي بانعكاس الترجمة على الحائط.
ولكن هذه الوسيلة الحقيرة لا تجدر مطلقاً بلغة البلاد لغة الدين والعرش والحكومة. هذه الوسيلة الثانوية جديرة بأية لغة أخرى يشاؤها صاحب الفلم، أما لغة البلاد ففوق مشيئته ولها المكان الأول، وإلا فنحن في غنى عنه وهو ليس في غنى عنا. ولقد اجتمعت في هذه الوسيلة كل النقائص؛ فهي تجهد بصر المتفرج باضطراره أن يتتبع الصورة والترجمة في اتجاهين بدلاً من اتجاه واحد، كما أن الترجمة كثيراً ما تتخلف عن الصورة أو تتقدمها لأن لكل منهما جهازاً خاصاً - فيضيع بذلك كثير من الفائدة على متتبع الفلم، هذا فضلاً عن نقص الترجمة وعدم الاعتناء بها
إننا لن نسكت بعد عن هذه المهزلة ونرجو ألا يسكت عنها كذلك أولو الأمر ورجال الصحافة. وكل امرئ يهمه احترام نفسه وبلاده.
الأديب والمخرج
في حديث عن شئون المسرح والسينما للأديب الإنجليزي وليام جراردي مؤلف كتاب الشهر (إبريل)
' يرى الأديب أن الوضع الصحيح لمخرج المسرحية أو الفلم أن يكون نفس المؤلف لأنه أقدر من أي إنسان آخر على اختيار الممثلين لشخصياته التي خلقها وعرف صفاتها وللمناظر التي رسمها وتمثل مشتملاتها ودقائقها وللجو الذي ابتدع فيه الحوادث. وهذا رأي له رونقه وبريقه ولكنه يفتقد الحقيقة في كثير من نواحيه.