هذه القطعة بالذات، وينتقل من الوصف والتأمل وإمتاع النظر، وإمداد الفكر بأسباب من الجمال، أو كما يقول الأستاذ قطب من الطرافة والدعابة والخيال والحيوية! إلى صيحة الاستنكار والتفزع بقوله:(فلا ملام ولا كلام) ثم الغضب الذي لا يتورع في قوله: (ولا خرف). إن هذا الانتقال ليس من منطق الفن ولا من نهجه وسبيله
وما أظن الرافعي أراد، ينقد البيت - لأنه ليس بسبيل مما يحسن أن ينقد، وإنما وضعه هكذا للعقاد وهو يريد ما قلناه في كلمتنا الأولى مما جرته العداوة التي اضطرمت بينهما
وبعد فقد قرأت كلمة الأستاذ الجليل المهذب سيد قطب في البريد الأدبي من العدد السالف من الرسالة، وقد أعلن فيها بعض رأيه فيما نكتب، وحكم بحكمه على ما قلناه، وحاول أن يتهكم، ووعظ وذكر. ونحن ندعه لما به عسى أن يرى يوماً غير هذا الرأي وله الشكر أحسن أو أساء