للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهذا كان اهتمام العلماء بالظواهر الفلكية عظيماً، فهم يستغلونها في أبحاثهم، ويقيسون عليها نظرياتهم، وكثيراً ما كانت الأرصاد الفلكية سبباً لاكتشافات عظيمة كان للبشرية منه نفع مادي جليل الشأن. مثال ذلك غاز الهليوم أكتشف أولاً في تحليل طيفي للشمس أثناء كسوفها في عام ١٨٦٨. وهذا الغاز كما نعلم عظيم المنفعة لأنه الغاز الوحيد الصالح لملء المناطيد. ونحن إنما نذكر هذا الحادث العظيم على سبيل المثال للذين يزنون العلوم بمقدار ما يمكن أن تدر عليهم أو على البشرية من نفع مادي؛ ولكن الغاية الأولى من الدراسات الفلكية هي البحث وراء الحقائق العلمية وحدها ولذاتها، وهي غاية تدافع عن نفسها بنفسها.

لقد أصبح كل طالب يعرف أن الأرض ومثلها الكواكب السيارة الثمانية الأحرى إنما تدور حول الشمس في مدارات دائرية، وأن القمر يدور حول الأرض بمدار دائري أيضاً. وأنه إذا توسط القمر بيننا وبين الشمس حجب أشعتها عنا فتنكسف الشمس؛ ولكن يجب أن نضيف هنا أن مدار القمر حول الأرض يميل بمقدار خمس درجات على مدار الأرض حول الشمس، فالثلاثة لسن في مستوى واحد على الدوام، ولولا ذلك لحدث كسوف للشمس كلما كان القمر في المحاق حيث يتوسط وقتئذ بين الأرض والشمس.

لقد حسب الفلكيون أن كسوفاً حلقياً للشمس سيشاهد في القطر المصري في يوم الجمعة الموافق ٢٤ فبراير سنة ١٩٣٣ يبتدئ في الساعة الثالثة والدقيقة ٤٣ مساء، وينتهي في الخامسة والدقيقة ٢٩ مساء من نفس اليوم.

أجل ستنكسف الشمس في ذلك اليوم، وبين هذين الزمنين المحددين بالضبط لا محالة، ولكن لا سبيل في ذلك إلى التفاؤل ولا إلى التشاؤم، فليست الشمس والقمر والأجرام السماوية المختلفة الأخرى إلا آيات بينات لأولي الألباب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>