وأما قصة جيران و (وليم بليك) فإني لا أزال عند رأيي (ارجع إلى الرسالة ٢٥١). ومما يعزز هذا الرأي قول (رودان) النحات في جيران، وتصيبه في المقدمة التي عملتها فنانة أمريكية (لا يحضرني أسمها الآن) لمؤلف لجبران يضم عشرين صورة وعنوانه: (وهو مطبوع في الولايات المتحدة)
وبعد، فهذه الرمزية تشق طريقها في الأدب العربي، إذ تطَّرد الكتابة فيها (ولا سيما في الرسالة). إلا أن بعض ما كتب لا يمحصه نقد ولا يمدّه اطلاع، وليس بالقارئ اللبيب حاجة إلى التنبيه
بشر فارس
بين الرافعي والعقاد
جاء في مقال الأستاذ سيد قطب المنشور في عدد (الرسالة) الغراء رقم ٢٥٦ ما يأتي:
(. . . إنه راح يتقصى ما قيل فيما يقرب من قول العقاد: فيك مني ومن. . . سائراً في تقصيه على النسق الخالي من كتب النقد العربي لقدامة وأبي هلال العسكري ومن ينقلان عنهما (كذا). . . من تتبع المعنى تتبعاً زمنياً وحسبان كل شاعر متأخراً أخذ هذا المعنى عن شاعر متقدم وزاد فيه أو نقص، وتصرف أو ولد. . . الخ)
وأنا لا أريد أن أخوض غمار المعركة وقد أرادني الأستاذ الزيات على الصمت حيناً، غير أنه يؤسفني أن أجد فينا من يحاول أن يحط من قدر القدماء ومن أجدادنا وأن ينظر إلى تراثهم الغالي نظرة احتقار وهو ما يزال في أول الطريق. . . ثم إني أريد أن أنصف الأدب والتاريخ؛ فالذي يقرأ هذه الفقرة من كلام الأستاذ قطب يخيل إليه أن قدامة بن جعفر كان يعرض للبيت من الشعر (فيتتبع المعنى تتبعاً زمنيًّا) وأنا قرأت كتابي نقد الشعر ونقد النثر لقدامة فما وقعت عيني على شيء من هذا، بل هو نقد وتحليل يستطيع الأستاذ قطب أن يرى رأي الذين يفهمون الأدب لو قرأ في المقدمة التي كتبها الدكتور طه حسين لكتاب نقد النثر الفقرة الأولى ص ١٧ والفقرة الأولى من ص١٨ من طبعة دار الكتب المصرية، ثم لو قرأ في التحقيق الذي كتبه الأستاذ عبد الحميد العبادي الفقرة الأولى ص ٣٥ والفقرة