للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى إذا عطفَتْ قُبَا ... لةَ ذلك الشرْقِيِّ صدرا

ألْقَى عليها نظْرَةً ... كالطِّفْلِ بل كانت أبَرّا

فتحِسُّ مُهْجَتُها لأوَّ ... لِ وَهْلَةٍ بالحبِّ. . . سِرا

بقِيَتْ لقًى مثلَ الفرا ... شَةِ في تهافُتِها السريعِ

والناسُ تحسَبُ أنها ... بُهِرَتْ من الرَّقْصِ البديع

لما رَأَوْها لا تُح ... رِّكُ ساكناً غيرَ الضُّلوع

وعلى سِمَاطِ الصدْرِ فا ... كِهتانِ مِلء يدِ الخليع

حتى إذا أبدَتْ فُتو ... راً كالذي إثْر الهجوع

وتمايلت طرباً وهمَّتْ ... في غِناها بالشروع

ساد السكونُ على الجمو ... ع كأَنهم صُوَرُ الخشوع

غنَّتْ غِناَء الأمِّ أوّ ... لَ ما تُهوِّدُ للرضيع

فتبُثُّ ما في قلبها ... من صورةِ الأمَل الرفيع

أرأيْتَ نورَ الشمس صُب ... حاً كيف يؤذِنُ بالطلوع

ومضت تُرجِّعُ باللُحُو ... نِ كأَنها طيْرُ الربيع

ظلَّتْ لها الآذانُ تَشْ ... رقُ كالنواظر بالدموع

ما أوشكَتْ أن تنْتهي ... من نبْرَةٍ يحلُو صداها

إذ رنَّ بالتصفيق ذا ... ك البَهْوُ تصفيقاً تناهى

فتلفَّتتْ مُحمرَّةَ ال ... خدَّيْنِ من خجلٍ عراها

مضمومة الكفَّيْنِ فوق ال ... صدرِ - خائرةً قُواها

مُفترَّةَ الشفَتيْنِ عن ... برَدٍ جلا للثْم فاها

فكأَنما معنى الأنُو ... ثَةِ قد تجسَّم في رُواها

والكل يهتِفُ أن تُعا ... وِدَ فنَّها ويقول: واها

وتساقطتْ باقاتُ زهْ ... رٍ حوْلها خَضِلٌ جَناها

فتناولتْ زهَراً ولمَّ ... اقرَّبتْهُ إلى لماها

ألْقَتْ بِهِ صَوْبَ الجمو ... عِ لمنْ تعلَّقهُ هواها

<<  <  ج:
ص:  >  >>