وكانت موضع إعجاب الزائرين، وهي تحتوي على صور بديعة من صنع أشهر المصورين في الصين والهند
من برجنا العاجي
اشتد الحر في البرج العاجي فلم يطب لراهبه المقام فيه. فأزمع السفر لتمضية الصيف في جبال الألب. وهو يودع قراءه إلى لقاء قريب.
فرية أدبية
جاءنا من روما هذا الكتاب من الأستاذ صاحب الإمضاء ننشره بنصه:
حضرة الفاضل الدكتور أمين حسونه
سيدي الدكتور! أحييكم أطيب التحية. وبعد فاليوم أطلعني مدير الإذاعة العربية بروما على خطاب منكم أدهشني بغرابته، فقد زعمتم في هذا الكتاب أن أحاديثي التي ألقيتها عن الأدباء الإيطاليين قد اختلست كلها من سلسلة مقالات لكم كنتم واليتم نشرها في (الرسالة) الغراء. على أن الحق يا سيدي أن مطالعة مقالاتكم التي لا أرتاب في أنها كانت ممتعة قيمة ومنتجة خصبة، حظ قد فاتني. ولست أدري هل يؤلمكم أن أقول في صراحة وصدق أني ما قرأت لكم حتى اليوم كلمة واحدة في هذا المنحى من مناحي الأدب أو في غيره. ولكني على أية حال لا أقصد إلى إيلامكم، وإنما أقصد إلى دفع تهمة جاءتني (من الهواء)
بيد أني لا أعلم في الحق مما أبري نفسي؛ فقد جاء كتابكم الكريم خلواً من الإشارة الواحدة إلى الموضع الواحد من مواضع الشبه أو الشبهة. وكان خيراً لو دللتم على هذه المواضع ولو في إجمال وإيجاز، فأني أريد تقويض اتهامكم فلا أجد (أركانه) كما يقول أصحاب الفقه
إن الطعن على الناس جزافاً وبلا تعمق للحقائق زلل أخلق بالرجل الأريب ألا يتورط فيه. وإذن فلعلكم أن تراجعوا النفس فيما زعمتموه، أو لعلكم تشيرون كما قدمت إلى مغمز في أحاديثي كلها أو بعضها في غير إبهام ولا غموض. ولكي أبسط لكم الأمر أقول إني تناولت في أحاديثي السالفة دانتي وبيراندلو ودانتزيو وبوكاشيو وبترارك وميكافلي وأريوسطو، وتناولت في حديث واحد أعلام (الحركة الإبداعية) فأي هذه الأحاديث يا سيدي تتهمونه أكثر من غيره؟ وأيها تحبون أن أبعث إليكم بنصه لتظهروا الناس على ما فيه من إنتهاب