للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَذيادٌ عن حُرمةِ الوطن الشَّا ... كي بعزم (كَنيلهِ) ليس ينفَدْ

وَدِفاعٌ عن الحِمى كُنتَ فيهِ ... ما لِغير الحمى تَرومُ وتقصِدْ

فارسٌ في قَتَامَةِ النَّيل تمضى ... بشِهاب منَ السَّماءِ مُؤَيَّدْ

مِشْعَلٌ في يدَيْكَ شَرَّدَ بالأضْ ... واءِ جُنحاً على الشَّواطئِ أربَدْ

كُنتَ تَسرى به فُتنهضُ فاني ... نَ علَيهم شيْخُوخَةُ اليأْس تُقِعدْ

بضِياءٍ منَ الهدَى أنعشَ الشَّرْ ... قَ وطَرفُ الزَّمانِ في (مصر) أرمَدْ

وَبَيانٍ كأنه لهبُ (البُرْ ... كانِ) تَختارُ جَمرَه وتُنَضِّدْ

كلَّ لَفظٍ منَ الصراحةِ سهمٌ ... في حَشا الغاصبين ماضٍ مُسَدَّدْ

هاَتِ لي مِن صَداهُ نَبراً لَعلِّى ... أنْفثُ النَّارَ من صَداىَ المغرِّدْ

هاتِه فالجحود وَارَاه في سجْ ... ن على شاطئِ الليالي مُشَرَّدْ

في زوايا النِّسْيان قَبرٌ. . . وَذِكرٌ. . . ... ورَخاٌ في الصَّمْت لهفاَن مُكْمَدْ

كاد يَنضو الأستارَ عنه وينعى ... أَنا رَمزُ الفَخار يا (نِيلُ) فاشهَدْ!

أنا عَلَّمتُكَ الْوُثوبَ على القَيْ ... د! وعَلمْتني الأسى والتنَهُّدْ!

ما الذي في الضِّفاف نَسَّاكَ رُوحاً ... ذَاقَ من أجْلكَ الرَّدَى واسْتشهدْ؟

أشيُوخ على الكَراسيِّ هاَجُوا ... وَهْيَ منْ بَغْيهم تميدُ وَتُرْعَدْ!؟

أَمْ شباَبٌ على تُرابِكَ يمشى ... حَول ساقَيِهِ كالأسِير المصَّفَّد؟

خانعٌ في حِماك. . . ينتظرُ البَعْ ... ث ليمضى إلى الإمام وَينهَدْ

عَلَّموهُ. . الأرزاقُ في (مصر) رَهْنٌ ... بِرَجاءٍ! وذِلةٍ! وتَودُّد!

كيف يُلقى بعَزمه تحت نَعلَي ... هـ وفي الذلِّ يستنيمُ ويَرقُد!!

ما الذي في الضفاف نسَّاك يا (نيل) ... هَوى ذَلِك الشعاع المقَيَّد؟

فَمنحت التِّمثال شِبراً، عَليه ... تائهُ الدود في الْبِلَى يتمرَّد!

وَحرَمتَ الجهاد فجراً من النُّو ... ر، يُهَدِّي إلى عُلاكَ وَيُرشِد؟!

محمد حسن إسماعيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>