للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما الأخير فيفصل تاريخ الحملات الصليبية نفسها واحدة فواحدة. كل هذه المباحث في عشرين فصلاً، أضاف إليها الدكتور ع. س. عطية خمسة ملاحق منها ما هو منقول عن مخطوطات لاتينية لم تنشر بعد، ورأت النور لأول مرة على صفحات الكتاب، ومنها ما هو تحليل لما اكتشفه المؤلف من رسائل سلاطين المماليك في ذلك العهد النائي لملوك أرغونة، وينتهي الكتاب بفهرس للمراجع الخطية والمطبوعة من عربية وتركية ولاتينية وفرنسية وإنجليزية وإيطالية وألمانية. الخ

ولقد جاء في تقدمة الناشرين: (إن مؤلف هذا الكتاب الهام - الذي برهن على مقدرته في تناول البحث بمجلده السابق عن حرب نيقوبوليس - يستعرض اليوم في كتابه الحاضر ذلك التاريخ الذي تعتبر نيقوبوليس آخر فصل فيه، ونحن نعتقد أن المشاق التي تجشمها في هذا الصدد قد أسفرت عن عمل ذي قيمة علمية عظمى، ولقد واصل المؤلف سلسلة دراساته لهذه الغاية في المخطوطات) العربية بقارتي أوربة وأفريقية، وهو إلى جانب إجادته لأحدث طرق البحث العلمي في أوربة، فإنه يتكلم الإنجليزية كلغته الأصلية، ومن ثم كان نتيجة بحوثه سفراً علمياً دقيقاً، وهو بالإضافة إلى كل هذا صورة حية للكفاح بين الشرف والغرب في القرن الرابع عشر، وتصوير لحال العالمين الإسلامي والمسيحي في ذلك العهد السحيق. ومن ثم لم تكن ثمة مندوحة عن هذا الكتاب للمؤرخ والسياسي ولكل مشتغل بدرس الشؤون العالمية وتفهم أصول الصراع الحاضر في شرق البحر الأبيض المتوسط) هذه هي كلمة الناشرين، أما نظرية المؤلف فتتلخص في أن الحروب الصليبية لم تنته بسقوط عكا - وهي آخر حصن للصليبيين - في يد المسلمين عام ١٢٩١، وإنما بقيت هذه الحركة قوية حتى سنة ١٣٩٦، يدل على ذلك الاهتمام الشامل في أوربا بأمر غزوة بيت المقدس والحروب التي قامت بها الدول ضد المسلمين في مصر وشمال إفريقية وسوريا وتركيا، فكأن المؤلف بذلك ينفي الفكرة التي شاعت بين المؤرخين في هذه الناحية حتى وقتنا هذا، وهو بذلك يضع أساساً جديداً لاستعراض تلك الدراسة. ومن رأيه أيضاً أن نتيجة هذه الحركة قيام الإمبراطورية المصرية بالقضاء على ملك المسيحيين بالبحر الأبيض المتوسط وتوغل الأتراك في أوربا نفسها

والمؤلف المصري جدير بما أحلته إياه جامعات أوربة وتسابقها في الاحتفاء به، وهو بعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>