ج - نعم يا شيروفون، فهو نفس ما قد أعلنت منذ لحظة وأضيف إليه الآن أنني لم أتلق من أحد منذ سنين كثيرة سؤالاً واحداً يعتبر جديداً على مثلي!
ش - وإذا فيجب أن تكون إجابتك يا جورجياس متناهية السهولة والسرعة!
ج - ليس عليك يا شيروفون إلا أن تجرب!
ب - نعم. ولكن سلني أنا إذا أردت يا شيروفون لأنه يبدو لي أن جورجياس خائر القوى بعد إذ تحدث في أشياء كثيرة.
ش - ماذا يا بولس؟ أتملق نفسك بادعائك أنك تستطيع أن تجيب بأحسن مما يجيب جورجياس؟
ب - وماذا يهمك إذا كنت سأجيبك إجابة تكفيك؟
ش - طبعا هذا لا يهم فأجب ما دمت تريد!
ب - سل
ش - ذلك ما سأفعل. إذا كان جورجياس ماهراً في نفس الفن الذي يحذقه أخوه هيروديكوس فأي الأسماء يصلح لأن نطلقه عليه إطلاقاً صحيحاً؟ أليس هو نفس الاسم الذي نطلقه على هيروديكوس؟
ب - من غير شك!
ش - وإذا أنكون محقين إذ أسميناه طبيباً؟
ب - بلا ريب.
ش - وإذا كان منهمكاً في نفس الفن الذي يشتغل به ايستوفون بن أجلاوفون أوفى فن أخيه فأي الأسماء نطلقها عليه؟
ب - واضح أنه اسم (المصور).
ش - حسن. ولكن في أي فن قد صار جورجياس عالماً، وأي اسم يصلح له فنطلقه عليه؟
ب - للناس يا شيروفون فنون كثيرة، والإنسان مدين في كشفها للتجربة لأن التجارب هي التي تجعل حياتنا متمشية مع قواعد الفن، بينما عدمها يجعلها تسير مع الصدفة العمياء. والناس يختلفون فيما بينهم، فالبعض ينهمك في ذلك الفن، والبعض ينهمك في فن آخر،