للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا يمكن لإنسان يعيش بين البدو أن يموت جوعاً. وكثيراً ما نرى شيخ القبيلة يوزع بعد عيد أو وليمة اللحم والأرز بنفسه أو يرسله إلى بيوت المسنين والأرامل. ويمكننا تلخيص صفات البدو فيما يلي:

١ - السعي وراء الشهرة في الحرب بالقيام بأعمال البطولة والمغامرات الفردية دون الاهتمام بربح المعركة

٢ - تقدير المرأة واحترامها لأنوثتها واتخاذها وسيلة للتسلية والتمجيد وإن كان لا ينظر إليها كمساوية للرجل

٣ - وجود دافع في البدوي يدفعه إلى القيام بأعمال البطولة والكرم حتى تكون أعماله هذه أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة في أكثر الأحيان

٤ - الكرم وحسن الضيافة الحاتميان ويرجع سببهما أولاً إلى عدم الاطمئنان إلى بقاء الممتلكات بصورة مستمرة، وثانياً إلى حب التفوق والمجد اللذين يسعى البدوي إلى تحقيقهما في الحرب أيضاً

ولكي أشرح هذه الصفات الأربع سأستشهد ببعض قصص تصف لنا الفروسية العربية. والقصص التي من هذا النوع أكثر من أن تحصى. وقد أشاد بذكرها الشعراء وامتلأت بأخبارها كتب الأدب وتغنى بها العشاق والمطربون. ولقد كان هذا شأن التروبادور في القرون الوسطى في أوربا، واسمهم هذا مشتق من فعل طرب العربي. وقد كانوا يتجولون في البلاد مثيرين الحماسة برواية قصص الأبطال والأحاديث الغرامية

وسأقتصر على بعض القصص والحكايات كما أني سأذكر تجاربي الخاصة.

يتبع

جميل قبعين

<<  <  ج:
ص:  >  >>