للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فايد - نعم تخاصمنا ولكن هل تعلمين فيم كانت الخصومة؟

سميرة - فيمه؟

فايد - كانت في أني ذهبت إلى الجزيرة الصغيرة

سميرة - ولم ذلك؟

فايد - الجزيرة الصغيرة من الأمكنة المحرمة علي لأنه يحتمل أن أقابل فيها إحدى الغانيات الجميلات فتفتنني رؤيتها أو إحدى الهوانم المستهترات فأهيم بحبها

سميرة - ومن قابلت بالجزيرة الصغيرة؟

فايد - لم أقابل أحدا. إنما حدث بينما كنا أنا وإحسان في طريقنا بالسيارة إلى فدق مينا هاوس أن رجاني أن نعرج على صابر بك في ذهبيته ونأخذه معنا، وذهبية صابر راسية بالجزيرة الصغيرة فخشيت إن أنا صرحت لاحسان بان حكمت تأبى علي الذهاب إلى الجزيرة الصغيرة أن يهزأ بي ويجعلني مضغة في الأفواه، لأنه كما تعلمين مستهزئ متهكم. لذلك اضطررت رغما عني أن أجيب رجاءه وأذهب معه. ولكن إحدى صديقات حكمت كانت لسوء الحظ تتنزه هناك في تلك اللحظة فرأتني وأخبرتها. هذه كل جنايتي التي تخاصمنا من أجلها. عندما ذهبت إليها أول أمس أمطرتني وابلا من الأسئلة فأخبرتها بالحقيقة كما ذكرتها لك، لكنها لم تصدقها وصممت على رأيها أني إنما كنت على موعد مع فتاة لي بها علاقة، وطلبت مني أن أذكر اسمها، فأقسمت أن لا علاقة لي بغيرها وأني لا أحب سواها. أخذت ألاطفها وأهدئ روعها حتى خيل إلي إني أفلحت في إقناعها، لكنها ما لبثت أن عادت تلح على أن اذكر لها اسم الفتاة فعدت أقسم وأؤكد وهي مصرة لا تتحول حتى عيل صبري ولم أتمالك نفسي فتخاصمنا وخرجت غاضبا. هذه حال لا تطاق. تغضب من لاشيء. لا تصدق لي كلاما، ترتاب في كل أعمالي. تشك في جميع أقوالي.

سميرة - إنها تحبك وهي ككل امرأة تحب، مستبدة غيورة

فايد - لكن يا هانم للغيرة حدود

سميرة - آه لو رأيتني مع زوجي في مطعم أو في دار تمثيل أراقب حركاته في يقظة، وأتتبع نظراته باهتمام، حتى إذا ما أتى بحركة (أشتبه فيها) أو رمى ببصره جهة معينة يتحول في الحال نظري إليها، والويل له لو كانت هناك امرأة، أغمره بأسئلة لا تنتهي، لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>