وحده ويقابل جماعة من الناس، ولو كان مبطلاً يقول الواحد نصف الثلاثة، ولو كانوا محقين يقولون الواحد ثلثها، ولو كان مغالطاً وكانوا أصحاب الدليل، ولو كان ضعيفاً في نفسه، وكان كل واحد منهم أقوى منه؛ والقراء بعد ذلك يريدون من المناظر أن يجيب كل قائل، ولو لم يفرق بين كلمة العقيدة مثلاً تراجع اللسان، وبين العقيدة ذاتها تدرس في كتاب الآراء والمعتقدات، ويحسبون من العجز أن يعرض المرء عن بعض القائلين ولو نالوا منه ولا يجدهم للجواب أهلاً. هذا إذا لم يكن القارئ صاحب هوى يميل حيث يميل به الهوى، ويستقر حيث تطرحه صداقة أو عداوة، فلا يفيد مما يقال شيئاً. . .
. . . فأي فائدة للمناظرة مع هذه الآفات؟
(دمشق)
(ع. . .)
تحية إلى الأستاذ العقاد
عزيزي الأستاذ الزيات صاحب (الرسالة) الغراء
أطلعني (بعضهم) على كلمات هزيلة درجت في جريدة (الإصلاح) السورية تستفتيني الحكم النزيه في أدب الأستاذين العقاد والمرحوم الرافعي، وتدعوني إلى أن أخوض المعمعة الأدبية التي أثارها تلاميذ الكاتبين العظيمين؛ ثم ينقل المحرر عني حديثاً ملفقاً مختلفاً يثبت فيه أني من أنصار الأستاذ المرحوم الرافعي؛ ودليله على ذلك (طبعاً) الحفلة التأبينية الكبرى التي كنت قد عزمت على إقامتها في مدينة ابن الوليد إجلالاً للكاتب العربي الكبير وتقديراً لمنافحته عن الإسلام والعروبة. ثم حالت الظروف القاهرة من دون تنفيذها وإخراجها إلى حيز الواقع والوجود. . .
وليت المحرر الفاضل وقف عند هذا الحد فلا يغش القراء ولا يظلم الحقيقة، بل هو يأبى إلا أن ينحلني مقالة مذيلة بإمضائي مؤداها أني ثائر على أدب العقاد، منكر عليه شعره وفنه، ناعٍ عليه ضيق أفقه وغباوة فهمه لمعنى الأدب الصحيح. . .!
وأنا - الذي أصرح الآن على صفحات الرسالة الغراء بأني من أشد الناس تعصباً لأدبه وعبقريته - لا يسعني إلا أن أحيي الأستاذ الكبير العقاد وأقول باختصار: إن كان كل ما