للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدة يصح أن نسميها (نظرات في الشعر من بعض نواحيه)

ويتحدث المؤلف في الفصل الأول من هذا الكتاب عن (الشاعر وأبنائه) ويعني بأبنائه: مؤلفاته، أو بنات أفكاره على ما نسميها أحياناً؛ أما الباب الثاني فيتحدث عن الباب المرصود: الباب الذي يخال الإنسان أن وراءه السعادة التي يدأب في السعي إليها

وهو في الفصل الثالث يتحدث عن (كنوز الفقراء)، الكنوز التي يتعزَّون منها بوهم الأماني في الحكايات والخرافات وأساطير الأولين. وله في هذا الفصل فكر وروح شاعرة؛ ولكن له فيه إلى ذلك حديثاً عن النبوة والأنبياء كنا نؤثر ألا ينزلق إليه، وإن كنت أومن في نفسي أنه لم يقصد إلى معنى من المعاني التي تتبادر إلى ذهن قارئه. ولكنا نحب ألا نتناول الحديث عن النبوة والأنبياء إلا بالعبارة الصريحة التي تؤدي إلى نفس قارئها غير معنى واحد

وفي حديثه عن الشعر القومي وعن صديقه الشاعر (عمر الزعني) تقرأ له رأياً في العامية والفصحى أحسب أن لا أحد من أصدقاء الوحدة العربية يوافقه عليه

وله فصل بعنوان (المرأة المجلوة والمرآة الصدئة) جمع فيه إلى رأيه آراء، وتحدث عن الصلة بين الأخلاق والفن، وعن الأسلوب والمعنى، وعن الموضوعات التي ينبغي أن يتناولها الأديب، وهو موضوع له خطره تناوله الكاتب بروح الشاب الثائر يحكم فيه الحكم (المبرم) قبل أن تجتمع له مقدماته؛ فما ينبغي أن نتحدث عن صلة الأدب والفن بالأخلاق قبل أن نتفق على الرأي في الغاية من الأدب وفي رسالة الأديب وما يعود منهما على الإنسانية. ومهما يكن الرأي في ذلك فلا جدال في أن الأمة العربية في حالها الواقع لم تنضج بعد النضج الأدبي أو الخلقي الذي يبيح لنا أن ندعو إلى ما يسمونه الأدب المكشوف، على ما قد يكون فيه - كما يقول دُعاتُه - من السمو بالآداب والفنون!

وفي الكتاب غير ذلك فصول ممتعة، خليقة بأن يجد فيها القارئ لذة وفكراً ومعرفة؛ وحسبي أن أذكر منها: العمود الهادئ، والأحلام، والشاعر في السوق. فأنها فصول جديدة في موضوعها، وقد وفِّق الكاتب في تناولها توفيقاً يدعو إلى الإعجاب. . .

أما بعد فهذا كتاب من منشورات إخواننا العرب في لبنان وما أقل ما نعرف عن أدباء لبنان وغيرها من الأقطار العربية؛ وأقل منه ما نقرأ من مؤلفاتهم ومنشوراتهم؛ على حين يعرف

<<  <  ج:
ص:  >  >>