للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: والبغدادي هذا هو أبو القاسم الزاهي وقد روى الثعالبي له في (خاص الخاص) و (الإيجاز والإعجاز) هذين البيتين، وقال: (أمير طرائفه وأحسن شعره قوله في النسيب:

سفرن بدورا، وانتقبن أهلة ... ومِسن غصوناً، والتفتن جآذرا

وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما ... جُعلن لحبات القلوب ضرائرا)

وفي شرح المقامات للشريشي: (سئل المتنبي عن اتفاقات الخواطر، فقال: الشعر ميدان، والشعراء فرسان، فربما اتفق توارد الخواطر، كما قد يقع الحافر على الحافر)

ولقد صدق المتنبي وما كذب، فهناك حقاً توارد الخواطر وهناك - وعلم هذا عند أبي الطيب - غارات الشاعر. . . وقد قال الإمام المرزباني في (الموشح): (كان الأخطل يقول: نحن معاشر الشعراء أسرق من الصاغة. . .)

الياء في مثل هذا الاسم (شوقيّ) هي للنسبة أو الإضافة - كما يسميها صاحب (الكتاب) - وهي هدية أو بلية تركية. ومثل شوقيّ، عدليّ، رشديّ، صدقيّ، حلميّ، حقيّ، حمديّ، حسنيّ، سريّ، سعديّ، فتحيّ، شكريّ، فهميّ، فوزيّ، فخريّ، فكريّ، وصفيّ

والترك اللذين أتحفوا العربية بمثل هذه البلية هم (جيل من الناس) كما قال الصحاح والجمع أتراك، قال الإمام محمود جار الله الزمخشري في كتابه (أساس البلاغة): (وتقول: تراكِ تراك صحبة الأتراك)

ومن مشهوري الترك وأبطالهم ورجال القتال فيهم: جنكزخان، هولاكو، تمرلنك، أتاتورك

فيحق على كل ناطق بـ (الضاد) في كل إقليم أن يرفض هاتيك (الياء)، وإن الأسماء الجميلة الكيّسة في اللسان المبين لسان القرآن لأكثر عدداً من رمال الدهناء ومن نجوم السماء

(الإسكندرية)

(* * *)

<<  <  ج:
ص:  >  >>