ثم تؤلف من هذه الآلات المفردة جوقة موسيقية متحدة تسكب في مسامع الوجود، أناشيد الخلود!
ولانت للرسالة بحمد الله أعطاف الأمور فنجحت في هذا التوفيق، وكانت كما ترى في فهارس سنتها الأولى صدى حاكيا لتلك الأصوات الصوادح بالمجد العربي والأدب العربي في العراق وسورية ولبنان وفلسطين ومصر والسودان والمغرب
نضّر الله بالحمد وجوه اؤلئك الأدباء البررة الذين استجابوا دعوة الوطن الأكبر فساهموا في تبليغ الرسالة، وأعانوا على تأدية الأمانة، وأضافوا خيرهم الفَمْر إلى تراث آبائنا الخالد!
في السنة الأولى للرسالة هنات يصيبها المتعقب ويُخْطِئها الكريم، ولم يكن في مقدور المبتدئ ولا تقديره أن يتسلف النظر إلى كل الطوارئ، وقد اكتسبنا بفضيلة الصبر خبرة في العمل وقدرة على صعابه، نرجو أن يظهر أثرهما في هذه السنة، فيحسن الطبع، ويجود الوَرق، ويدق التصحيح، وتتسع الأبواب، ويكبر الحجم، ويكمل النقص، وتزداد في كل ذلك العناية
وقد استقبل القراء صدور الرسالة أسبوعيا بأريحية السرور وهزة الأمل، واستهال الأمر بعض الأصدقاء فأشفقوا على الرسالة أن تقوض العجلة ما بنته الروية من هيكلها المتين وسَمكها العالي
وأنا لنشكر للمتفائلين الفرح، ونحمد للمتشائمين الخوف، ونؤكد لهؤلاء أن الرسالة تمضي بعون الله قُدُما إلى الغاية، فلا يمكن أن تهبط عن مستواها، ولا أن تقصر عن مداها وأنا لنجدد للقراء عهد الرسالة ونحن أقوى ما نكون اعتماداً على فضل الله، واطمئنانا إلى عطف الأمة، واتكاء على عون الشباب، واعتداداً بإخلاص العمل
وإذا كنا قد قطعنا موفقين أول العهد، والرسالة رسالة فرد، والمجهود مجهود نفر، فكيف يتلكأ الحظ ويتعثر الأمل، وقد أصبحت الرسالة رسالة أمة، والمجهود مجهود شعب؟!