للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال (الأساس): (وحظي بالمال، وتقول: ما حِليَ بطائل، ولا حظي بنائل)

وديوان الحماسة هو الذي اختاره أبو تمام، قالوا: (لم يجمع في المقطعات مثل ما جمع أبو تمام) وأبو تمام حجة، فما قولك فيما رواه من شعر العرب. قال (الكشاف): (وهو وإن كان محدثاً لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية، فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه. ألا ترى إلى قول العلماء: (الدليل عليه بيت الحماسة) فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه)

والأساس هو (أساس البلاغة) لأستاذ الدنيا جار الله (ومن خصائصه - كما قال أبو القاسم - تخيّرُ ما وقع في عبارات المبدعين، وانطوى تحت استعمالات المفلقين)

فالأديب الصغير لم يحض بالصواب حين خطّأ (حظي بالشيء) في قول حضرة أعضاء المجمع اللغوي لا (حضرات أعضاء المجمع) كما قالت حضرته، لأن الأعضاء كلهم أجمعين حضرة واحدة، ومن المستحيل أن يكونوا حضرتين أو ثلاث حضرات أو أكثر من ذلك

أجلْ، إن أعضاء المجمع اللغوي محظوظون كل المحظوظين لكنهم ما أخطئوا في فعل (الحظوة) كما قال (الأديب الصغير) اليوم، وأديب كبير من قبل

رد الأستاذ الرافعي (رحمه الله) في (البلاغ ٢١ شوال ١٣٥٢) على الأستاذ أزهري المنصورة بمقالة عنوانها (حظي بالشيء) ومن هذا الردّ:

جاءنا حضرة أزهري المنصورة بالحجة القاطعة والشهادة القائمة على أن (حظي بالشيء) هي من كلام العرب، فكان كل ما قاله في هذا هو هذا: (قال ديوان الحماسة (وأورد البيت) وقال الأساس (وذكر قوله)

نحن نشير في كلامنا في انتقاد (العشرين حضرة) إلى مغامز دقيقة لا نستطيع أن نكشفها، ولذا طالبناهم أن يأتونا بالتاريخ الاجتماعي لفعل (حظي) إن كانوا علماء لغة وفلاسفة لغة، وسألناهم عن الكلام الفصيح الذي جاء فيه مثل قولهم (حظي بتشريف) وما نجهل ما قاله الأساس ولا بيت الحماسة، ولو سأل (أزهري) حضرة الأستاذ صاحب البلاغ لبيّن له أنا كتبنا هذا البيت في كلمتنا الثانية في الرد على فضيلة الأستاذ الشيخ والي ثم ضربنا عليه وأسقطناه من الكلام إذ ليس من عملنا نحن أن نأتي بالأدلة الفاسدة ثم نزيفها، ونبين فسادها

<<  <  ج:
ص:  >  >>