من بني الإنسان في ذا ... ت شتاء ولدا
زينة للعين والل ... ب وللقلب بدا
طاهر كالمزنة البيضا ... ء صاف كالندى
كنبات الروض مفت ... ن الحلي جم الحياء
وارف كالظل مُحْيٍ ... في شذاه كالهواء
يا شتائي فيم إخفا ... ؤك هذا السر عني
أي روض أي برق ... أي شمس فيك أعني
أنا مستغن به عن ... ها فماذا عنه يغني؟
قد تعلمتَ وأيقن ... ت أفانين السخاء
منذ عشرين وخمس ... من سني الدهر سواء
تم عندي كل ما تع ... طي إذا تم العطاء
وجميل كل بدء ... ينتهي خير انتهاء
وجميل زهرك النا ... مي على هذا النماء
صدق العلم وقال ال ... حب حقَّا يا شتاء
سنة الزهر نشوء ... في المعاني وارتقاء
هذه قطعة لا أجدني مضطراً لشرح ما فيها من الجدة والطرافة، فوق الدلالة على فكرتها المقصودة، وفوق تناسقها الفني مع طبيعة الشتاء التي لا تمنح ذخرها إلا ذرة ذرة على ظن وبخل. فمن لم يحس هذا كله بمجرد قراءتها، فخسارة ألف خسارة أن نضيع الوقت في أن نخلق له إحساساً وما نحن بقادرين. وأما الثانية فبعنوان (الثوب الأزرق) وهي كزميلتها في الطرافة البارعة:
الأزرق الساحر بالصفاء ... تجربة في البحر والسماء
جرّبها (مُفصّل) الأشياء ... لتلبسيه بعد في الأزياء
مجوّد الإتقان والرواء ... ما ازدان بالأنجم والضياء
ولا بمحض الزبد الوضاء ... زينته بالطلعة الغراء
ونضرة الخدّين والسيماء ... ولمعة العينين في استحياء