للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنا المعانق للفضاء بأسره ... في جسم أغيد كالندى شفاف

نحن في بحبوحة الحب وهل ... غير هذا الحب في الكون مدار؟

والحب رفعة للنفس؛ ونقلة إلى عالم النجوم، وعمق في الحيوية تطول به الأعمار، وإيغال في المجاهل والآباد والعهود والأزمان

كم علونا من دارة بعد أخرى ... وطوينا العهود بعد العهود

والحب من يغش ركبه ... يساير النجم كل حين

لحظة ترفع عمري ... حقبا متصلات

ربّ عمر طال بالرف ... عة لا بالسنوات

لحظة لا بل خلود ... لاح بين اللحظات

كالسموات تراها ... في شباك الحلقات

رب آباد تجلت ... من كوى مختلفات

وقطيرات زمان ... ملأت كأس حياة

وأنني لأكتفي في هذه النماذج، بما سقتها من أجله؛ وإلا فوراء هذا مجال واسع لبيان الطرافة في الحس والتعبير، في رؤية الخلود من خلال هذه اللحظات، كالآباد تتجلى من كوي مختلفات أو كالقطيرات التي تمتلئ بها الكأس، وهي قطيرات زمان فاضت بها كأس حياة. . .

والحب قدرة قادرة، تهب أصحابها مشابه من الألوهة، ومقابس من النبوة، وتنضح بالمعجزة. لا، بل إنها لتهب في بعض الأحيان ما لا تهبه الأقدار:

ليس مكان في السماء كلها ... عن شاعر أو عاشق بناء

بجناحيه من الحب ومن ... حسنك الخفاق ينجاب الفضاء

داوني داوني فقد كان عيسى ... يبعث الداثرين بالأسماء

وكلا الحب والعبادة وحي ... فوق ذرع الحجا وفوق الذكاء

أمسيت أنظر لا أرى أمنية ... كبرت وما خلقي بالاستخفاف

تبسم ألا يرضيك أن ابتسامة ... بثغرك أمضي من صنوف المقادر

والحب بهذه القدرة يجمّل الحياة ويجددها، ويخلق منها دنيا بعد دنيا، وكوناً وراء كون:

<<  <  ج:
ص:  >  >>