للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الرسالة) وهذه الأسئلة بعينها يصح أن يوجهها إليهم (سائل)

عن كتب الرافعي وعزام وزكي مبارك

الأستاذ العقاد وامرئ القيس

قال الكاتب الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد في مقالته (بقية المذهب) في الجزء السابق من (الرسالة) الغراء: (لقد وصف بعض الأعراب نساء (محبوبات) فاستملحوا الضخامة ومدحوا الكسل وبطء الحراك، وافتتن أميرهم بعذارى قال في وصفهن ما يقال في وصف الغيلان:

وظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل

نعوذ بالله!

قلت: امرؤ القيس يقول هذا البيت في وصف الناقة التي عقرها للعذارى (المحبوبات) لا في وصف فتاة من الفتيات، وقبله:

ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي ... فيا عجباً من كورها المتحمَّل

وقد قال الزوزني في البيت (اللحمي والشحمي): (فجعلن يلقي بعضهن إلى بعض شواء المطية. . .)

وامرئ القيس الكندي أو حماد الرواية أو صاحب هذه القصيدة إنما يستحسن في المرأة ما يستحسنه الأستاذ العقاد النقاد ويستقبح ما يستقبحه وهو يقول في (معلقته) التي لم تعلق في كعبة ولا خيمة ولا خصّ:

مُهفهفة بيضاء غيرُ مفاضة ... ترائبها مصقولة كالسجنجل

قال الزوزني: (يقول: هي امرأة دقيقة الخصر ضامرة البطن، غير عظيمة البطن ولا مسترخيته، وصدرها براق اللون متلألئ الصفا تلألؤ المرآة) فأمير الأعراب - وهذا قوله - ونائب الأمة في (دار الندوة) الأستاذ العقاد في قضيتهما في (الحسان) سيان، ولم يختلف في الحق الأميران. . .

(القارئ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>