تضم تلاميذ من طيطوان كما أنها تضم تلاميذ من سورية والعراق والحجاز ولبنان وكلهم يتلقون التعليم الابتدائي والثانوي والعالي على حساب الحكومة المصرية ويحاطون بكل عناية
وفي المدة الأخيرة كتب حضرة سلطان حضرموت إلى صاحب الجلالة الملك فاروق الأول بشأن إيفاد بعثة من التلاميذ تعلم مجاناً في مدارس المعارف المصرية فاصدر جلالة الملك أمره بقبول البعثة مع تسديد نفقات إقامتها وملابسها وجميع ما تحتاج إليه
ولا تتأخر مصر عن الاضطلاع بما تعده واجباً عليها للغة العربية والعرب
وأشار في ختام حديثه إلى المؤتمرات التي أعدتها مصر وإلى المؤتمرات العربية التي تنوي عقدها عاماً فعاماً في جميع بلدان العرب لتوثيق العلاقات بينها وبين تلك البلدان)
ثقافة السودان
كتب إلى جريدة التيمس المستر كيروان يقول: (إن مراسل التيمس في الخرطوم كتب إليها حديثاً يقول فيه إن السودان كسائر البلدان العربية في العالم الحديث يجب أن يعتمد في إقامة ثقافته الوطنية على مصدرين أساسيين. الأول ميراثه الإسلامي وتقاليده العربية، والثاني الثقافة الحديثة في الغرب. وأهم طريق للوصول إلى المصدر الأول هو مصر، وإلى الثاني هو إنجلترا
(فالشق الأول من هذا البيان قابل للمناقشة: فان ميراث السودان الإسلامي وتقاليده العربية التي يستفيدها عن طريق مصر تظهر لنا ضئيلة. فالسودان بخلاف البلدان العربية الأخرى إنما اعتنق الإسلام منذ عهد قصير ربما لا يرجع إلى أبعد من القرن السادس عشر. وكان قبل ذلك ميداناً للنصرانية، وقبل ذلك قضى السودانيون أجيالا طوالا متمتعين بثقافة راقية كل الرقى مستفاد بعضها من مصر. وتحت وشاحهم الإسلامي الحالي يمكننا أن نلحظ حتى اليوم تلك الثقافات السالفة
فيكون إذن مهما للسودان أن يستند في تأسيس مدينته الأهلية الجديدة إلى ميراثه الوطني من تقاليد إسلامية وتقاليد سابقة للإسلام والعرب