للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما فيه من حِكَمٍ تُعْجِبُ

فقالت: (حمدتك ربَ الورى،

لأن الوجوه هنا تحجبُ

ويَسدُلُ كل النساء النقابَ

إذا ما رقيب أتى يرقبُ

فلا يعلم الناس ما تحته

أظبيٌ من الغيد أم ثعلب

وهل وجهها مشرق في النقا

ب أم غيهب فوقه غيهبُ؟

وهل ساقها فوقها جوْرب

أم الجلد من طبعه جورب؟

وما لا تراه عيون الأنام

فأنفسهم نحوه تجذب.

وقد صدقتْ؛ فرآها فتىً،

واقبل من خلفها يدأب

رآها فأعجبه قدّها

وقد يسحر القدّ أو يخلب!

فقال لها: (يا حياتي: ارحمي

فتى صادق الحب، لا يكذب.)

فكان السلام وكان الكلام،

وكان القران وما يعقب

وراجت بضاعتها وانثنت

ومُجْدِبُها مُمْرِعٌ مخصبُ. . .

وكم سلعة كسدت سوقها

وفي أرض مصر لها طُلَّبُ!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>