رأى معالي وزير المعارف عند بحث مناهج القسم العالي لدار العلوم على أساس تنظيمها الجديد أن ضروريات الثقافة العربية لا تقتصر على دراسة الأدب العربي في كل عصوره، بل تشتمل دراسة الآداب الأجنبية الحديثة والإلمام بكيفية تدرجها في الممالك المختلفة ووجوه الاختلاف بينها وبين الأدب العربي من حيث الخيال وطرائق التصوير وروح الأسلوب وإرجاع ذلك إلى أسبابه من آثار البيئة واختلاف المواطن وقوة العقلية. وتحقيقاً لاستكمال هذه الغاية أشار معاليه على المختصين بإضافة دراسات أدبية من هذا النوع إلى مناهج الأدب بهذا المعهد، على أن تشمل فضلا عن الجانب التاريخي والدراسة المقارنة دراسة أخرى لتاريخ بعض البارزين من أدباء إنجلترا وفرنسا وألمانيا وروسيا في العصر الحديث وبعض البارزين في الممالك الأخرى التي اشتهرت بازدهار الأدب فيها
هذا وقد روعي في العمل بهذا الرأي ما لوحظ من أن القراءة الغربية لها أثر كبير في إنهاض اللغة العربية إذا ما كان القارئ ذا ثقافة عربية أصيلة وذا سيادة شخصية وطابع خاص في تقبله لمختلف الآراء والمذاهب
على أن فائدة هذا التوجيه الأدبي الجديد تكون في صورة أجلى وأوضح إذا ما راعينا أن أستاذ اللغة العربية الذي تعده وزارة المعارف للمستقبل يجب أن يكون من كافة النواحي كامل الثقافة حتى يحتفظ بهيبة الشخصية أمام تلميذه الذي يلم ولو بنزر يسير من الآداب الغربية
قرار جماعة كبار في قضية فلسطين
اجتمعت جماعة كبار العلماء بالجامع الأزهر يوم الخميس ٢٢ جمادى الثانية سنة ١٣٥٧ الموافق ١٨ أغسطس سنة ١٩٣٨، واستعرضت حالة فلسطين وما يجري فيها من التصادم، وأسفت أشد الأسف لهذه الحالة التي هي بلا شك نتيجة للسياسة التي انتهجتها حكومة الإمبراطورية البريطانية نحو هذه البلاد وبخاصة سياسة التقسيم التي يراد فرضها على بلاد عربية إسلامية ذات ذكريات عند المسلمين لم تغب بعد عن أذهانهم، والتي من شانها تصبغ بلاداً عربية إسلامية صبغة أخرى بطريق لا مبرر له، ومن شأنها أن تؤثر في علاقات الأمم الإسلامية بحكومة الإمبراطورية البريطانية تأثيراً سيئاً