للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يخشاه من لا أُذنَ تس ... معه ولا عينٌ تراه

عجباً يخاف الكلبَ قو ... مٌ لا يخافون الإِله!

شيخَ الكلاب أَخَفْتَ ذئ ... بَ الأنس لا ذِئبَ الفلاه

لهجَتْ بذكرك أَلْسُنٌ ... وروت حوادثك الرُواه

وَسلبْتَ كلبَ الكهف ما ... بيديهِ من عزٍّ وجاه

لم تَقْضِ في النوم الحيا ... ةَ كما قضى فيه الحياه

لكن سهرتَ على السلا ... م وبات ينعَمُ في كراه

صاد الكلابُ فكان صي ... دُهم الحمامَة والقطاه

وأنفت من صيد البُزَا ... ة فصدت صيَّادَ البُزَاه

إن طوقوك فطالما ... طوَّقْتَ أَعْناَقَ العُتاَه

أو سلسلوك فطالما ... سَلْسَلْتَ أَقدامَ العصاه

يا أيها الواشي رَعا ... كَ اللهُ من بين الوشاه

يا رُبَّ مَظْلومٍ له ... كُتِبَتْ على يدك النجاه

بإِشارة منك الحيا ... ة لمن تشاء أو الوفاه

للأمن شُرْطيٌّ علي ... هِ ساهرٌ يحمي حماه

لا يستقلُّ بمكتبٍ ... بين اليراعة والدواه

قبض المرتَّبَ غيرُهُ ... والخبزُ في الدنيا كفاه

ما زان مِعْصَمَهُ شري ... طٌ أو تألَّقَ مِنْكباه

أَدَّى لوجه الله وا ... جِبَهُ بحزمٍ وانتباه

متواضعٌ بين الجنو ... دِ يلينُ إذ يقسو القساه

يا رُبَّ جنديِّ بدا ... لك بيدقاً في ثوب شاه

يمشي فيغضبُ حين لا ... تعنو لطلعته الجباه

قالوا أَتُطْرِي الكلْبَ قل ... تُ لهم ومن أُطرِي سواه؟

يرعى الودادَ وما رأي ... تُ من الأنام فتًى رعاه

لا أبتغي صلة الأنا ... م فكلُّهم مثلي عُفاه

<<  <  ج:
ص:  >  >>