للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلتني بدلت منها غيرها ... ولو أستبدلها الخطب لهان

أهزيع منك يا ليل مضى؟ ... أمضى نصف؟ أما ينشطران

بان ليلي؟ لا تسلني كيف بان ... حاطك الله من الليل وصان

إي وربي بان. لكن بعد ما ... نفدت ساعات عمري في ثمان!

لا زمان حيثما لاقيتني ... فإذا فارقتني كان الزمان

طلع الصبح حزينا عاطلا ... أتراه كان بالقرب يزان؟

وسرت أنفاسه يا حسرتا ... أين أنفاسك يا زين الحسان؟

نسمات الصبح أورت كبدي ... فحجبت الأنف عنها والعيان

ثم ماذا؟ ثم يرى أن يتسلى بالقراءة، وأن يستمع إلى أصدقائه وخاصته من دواوين الشعراء. فماذا يكون؟

وتمشيت إلى كتبي على ... مضض مني وللكتب أوان

يا (أبا الطيب) لا تهرف. ويا ... صاحبي (الرومي) ما هذا الرطان!

شعراء الشرق والغرب أما ... تملكون الصمت يوما في عنان؟!

أو فهاتوا الشعر لي صرفا بلا ... أحرف في الطرس منه أو معان

أفرغوه جملة في خاطري ... ليس لي بالطرس والدرس يدان

رب شعر شاقني لما تكد ... شفتا قائلة تنفرجان!

هذا شأنه مع الكتب - وهو ملول قلق - فما شأنه مع الأصدقاء الأحياء؟

وتجلى الباب لي عن زائر ... من أودائي كأنا أخوان

فتعلمت ولبي شارد ... كيف يكسى الود ثوب الشنآن

قال لي: (الأفق جميل) قلت لا ... بل دميم. قال: زاه. قلت: قان

قال: زبد قلت: حاشا فانثنى ... نحو عمرو. قلت: كلا بل فلان!

فمضى يعجب مني سائلا: ... أسلام؟ قلت: بل حرب عوان

ذهب اليوم وما أحلكه ... كان من يوم نماه النيران

لم يكن في صبحه أو ليله ... حظ عين، أو لسان، أو جنان

ذاك يوم يا حبيبي واحد ... وغد منه غني عن بيان

<<  <  ج:
ص:  >  >>