ودعي المؤتمر في المساء إلى حفلة كبيرة أعدتها لهم الحكومة؛ واحتفلت بهم في اليوم التالي جامعة لوفان. وفي الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم لبوا دعوة وزير المستعمرات وفي يوم الأربعاء ألقى الأستاذ جب المستشرق الإنجليزي محاضرته في آراء أهل السنة في الخلافة. وفي يوم الخميس زار الأعضاء المكتبة الملكية وشهدوا حفلة افتتاح معرض الدراسات الشرقية
وسيرسل إلينا صديقنا الدكتور عبد الوهاب عزام خلاصة وافية عن أعمال هذا المؤتمر، وسننشر كذلك عنه فصلاً قيماً للدكتور بشر فارس، فقد شهد المؤتمر عن نفسه وعن الرسالة
حول ديوان الجارم
أخي الأستاذ الزيات
أشرتم في البريد الأدبي إلى أن مجلة المكشوف أشارت إلى سرعة إخراج ديوان الجارم، فكأنها تريد أن تقول أنه أخرج بسرعة ليضاف إلى الكتب المقررة لطلبة المدارس
فمن الخير أن أصرح بأني كنت من الداعين لإخراج هذا الديوان وقدمت أصوله إلى المطبعة منذ أربعة عشر شهراً، فالشبهة من هذه الناحية منتفية تمام الانتفاء
وكتب إليكم أحد الفضلاء يقول إني حين شرعت في نقد ديوان الجارم غام على الأفق في وزارة المعارف وأخذني الرعد من كل مكان
ومن حقي عليكم أن تعلنوا أني لم أر في وزارة المعارف شيئاً من بوادر الغيم والرعد، ولن أتهيب كلمة الحق ولو أنذرتني السماء بالصواعق
والجارم لا يملك شيئاً من مصير ديوانه، وسأمضي في نقده بعد الفراغ من طبع كتاب التصوف الإسلامي
والعناية بنقد ديوان الجارم هي مظهر مودة لذلك الصديق. ولو كنت أضمر العتب عليه لسكت عنه. ولعله يعرف أن الثناء الذي يكال لديوانه في بعض الجرائد بلا حساب قد يكون بابا لسقوط ذلك الديوان
لقد انعدم النقد الأدبي أو كاد
فلنتوكل على الله ونواجه ذلك الصديق بكلمة الحق، وإن كنت أومن بصواب الحكمة التي