ساح في إيران والبلاد الشرقية، وقد نظم بيتين بالتركية في رثاء ابن السلطان الغوري، وروى من شعر حسين بيقرا. وفد على مصر فأقام عشرة أشهر شهد فيها مجالس السلطان الغوري، وجمع في كتابه هذا بعض المباحث التي كان السلطان والعلماء يتكلمون فيها.
والعجمة ظاهرة في كتابته حتى اسم الكتاب فقد سماه (نفايس مجالس السلطانية في أسرار مجالس القرآنية) فحذف اللام من المجالس والأسرار
والنسخة التي بأيدينا هي النسخة التي كتبت للسلطان وأهديت إليه. وقد كتب عليها الصيغة المعتادة:
(برسم خزانة المقام الشريف ملك البرين والبحرين مولانا السلطان المالك الملك الأشرف قانصوه الغوري خلد الله ملكه)
ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: أما بعد فإني لما تشرفت في خدمة أشرف الملوك وأعظم السلاطين ظل الله في الأرضين، ناظر أربع حُرُم رب العالمين، سلطان العرب والعجم، صاحب البند والعلم، حافظ بلاد الله، ناصر عباد الله، أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ملك الأشرف عزيز مصر أبو النصر قانصوه الغوري، أعز الله أنصاره، وضاعف أقداره - ولازمتُ بابه الشريف عشرة أشهر، وجمعت درر فوائده في سمط العبارة، ونظمت جواهر زواهره في خيط الكتابة. فإن باب الكريم مجمع الأفاضل، وجنابه العظيم بحر الفضائل والفواضل. هذا مع ما خصه الله تعالى من الفضائل النفيسة، والمناقب الشريفة اللطيفة، أعطاه من الفهم أوفره، ومن الذهن أغزره، ومن الحلم أشرفه، ومن العلم ألطفه، ومن الرتب أقواه، ومن الملك أعلاه، ومن الشجاعة أبلغها، ومن السخارة أعظمها، كل هذه الصفات خصه الله تعالى بمجموعها. ولهذا ارتقى إلى الذروة العالي، التي كانت نهاية درجات الأفاضل الأهالي. وفضل هذا السلطان على سلاطين الدنيا كفضل سلاطين الدنيا على الرعايا.
وكل هذه الأوصاف والمناقب بما قرن به من محبة العلم والعلماء والتفتيش عما وضعته الحكماء في كل نوع من العلوم، لو يقول البشر في وصف هذا المظهر إنه هو سلطان العلماء المحققين ما هو كذب في حقه، أو يقول في مدحه: إنه هو سلطان العارفين ما هو عيب في وصفه)