للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنكرت الأخلاق حتى لقلما ... صنعت جميلاً لا تجازى به شتما

تهدّ إلى السوءات لا تدعه الهدى ... وغض عن المخزاة لا تدعه الحلما

كفى بتبارينا إلى الشر ضيعة ... وحسبك من تمزيق وحدتنا جرما

عذيري من باك بأجفان عاهر ... على أمة يسعى ليقسمها قَسما

وفاق وأني بالوفاق ودونه ... حسائك صرعى بالتنابذ أو كلمى

تنصح لمن يعصي ودعه فدهره ... سيحسم باللوعات خلفكما حسما

تنزه حب الدار عن صدر جارم ... يضرمها حرباً وقد طبعت سلما

حموا كل حر أن يفدى شعبه ... إلا كذبوا إن العواطف لا تُحمى

هي الدار ليست للمربين طُعمة ... ولكن لنهاضٍ بحجتها شهما

يدسون للمجدي وفي الدوح مثمر ... نعد له فُتْل السواعد والرجما

ألا ليت من يجني لأهليه سوءة ... يبوء بها ذلاً على الأنف أو رغما

نصيبك من حمد فان كنت زاهداً ... فصبرك لا يذهب بصبرك من ذمَّا

غريرٌ لعمري أيها النيلُ ناشئ ... فلا تأمن من الكيد السياسي واللؤما

إذا الشعب أعطى كل غرّ قياده ... فقد حذر الفوضى بما قتل الحزما

بربك سائل مستقلاًّ قيودُهُ ... مجرّرةٌ هلاَّ أطاق لها فصما؟

سلا نائبينا عن سجين مصفد ... ضعيف متى أهدى لنائبه عزمْا؟

عقيد العلى شعبٌ إذا ما أثرته ... تفَّزع لا يرضى هواناً ولا هضما

كفا أنفاً للحر أن حُقوقهُ ... تردُّ له عدلاً فيأخذها غشما

سموك لا تحسب من الحتم ذلةً ... وأنت مُلاق ما سموت له حَتما

أُحبُّ حياة النشء كالنشء جدة ... ولا يزدهيني محدث يشبه القدما

توثب هذا الشرق يبغي ديونه ... فيارب جنبه الدسائس والشؤما

(السكرية: دار القاياتي)

حسن القاياتي

<<  <  ج:
ص:  >  >>