قصيرة مضى إلى أخيه ذي الحق الشرعي في العرش - وكان طفلاً لم يبلغ السابعة بعد، وبدلاً من أن يسعد نفسه بالأشراف على تربيته وتعليمه كما كان يجب عليه، وبدلاً من أن يمنحه السلطة المشروعة: رمى به في بئر وقال لأمه (كليوباترا) إنه وقع فيها ومات بينما كان يجري خلف إوزة!!؛؛ وعلى هذا يجب أن يكون أشنع أهل (ماقدونيا) إجراماً، وأكثرهم تعاسة وشقاء بدلاً من أن يكون أوفرهم سعادة وهناء! ولكن ربما يوجد أكثر من أثيني - إذا بدأنا بك - يفضل مركز أي مقدوني آخر على مركز (أرشليوس)!!
ط - لقد هنأتك منذ بدأ الحديث على ما لاح لي من تدفق خطابك. ولكني قلت لك حينذاك إنك أهملت فن الحوار إهمالاً! والآن هل هذا هو التدليل المشهور الذي يستطيع حتى الطفل أن يناقضني به؟ وهل أستطيع أن أقتنع بك وبقولك إني كنت مخطئاً عندما قلتُ إن الرجل الظالم لا يكون سعيداً؟ وكيف أقتنع وأرضى يا عزيزي وأنا لست على وفاق مع أي تأكيد من تأكيداتك؟
ب - ذلك من سوء إرادتك لأنك في صميمك ترى رأيي!!
ط - حسن جداً يا بولوس فأنت تحاول أن تناقضني بأسلوب المحاماة كما يدعي من يفعل ذلك في المحاكم!، إذ هناك يعتقد المحامون أنهم يناقضون خصمهم إذا هم دعموا دفاعهم بشهود عديدين محترمين في الوقت الذي لا يستطيع الخصم فيه إلا أن يحضر شاهداً واحداً أو لا شاهد على الإطلاق!.، ولكن هذه الطريقة عديمة الجدوى لأن الفرد الواحد قد يتعرض لشهادات خاطئة من شهود عديدين ومعروفين بالنزاهة والاستقامة!! وإذا شئت في حالتنا الراهنة، وفيما يتعلق بما تقول، أن تقدم شهوداً يشهدون على خطأي، فسترى أن جميع اليونانيين والأجانب تقريباً يرون رأيك الخاص! وأنت تستطيع إذا شئت أن تجعل (نكياس) ابن (نيسراتوس) يشهد في جانبك ومعه أخوته الذين نرى مواقدهم مصفوفة في محراب (ديونيسس)، كما تستطيع أن تجعل (اريستوقراط) ابن (سكيليوس) صاحب القربان الجميل في (بيثو) أن يشهد بالمثل، لا بل أمامك إذا رغبت كل عائلة (بركليس) أو أية عائلة أثينية يسرك بعد ذلك أن تختارها!!، ولكن سيظل رأيي - ولو أني وحيد - مخالفا لهؤلاء جميعا لأنك لم تقنعني بعد! ذلك أنك لم تفعل سوى التقدم بذلك الجمع من الشهود الزائفين لكيما تنزع مني الحقيقة والخير!، ولكن - على النقيض - إذا لم أظفر بك أنت نفسك، وأنت