للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرُزْءُ فيه فجيعةٌ وطنيّةٌ ... عظمى تئنُّ لها البلادُ تأَلُّمَا

يا مَنْ ينامُ الليلَ مِلَء جفونه ... ويعيشُ مَوْفُورَ الرخاءِ مَنعَّما

أَهْلوكَ في مسرى النبيّ تجشّموا ... ما لا يطيقُ الصَخْرُ أَنْ يتجشّما

وتحمَّلُوا ما لو حَمَلْتَ أَقَلّهُ ... لَغَدَوْتَ أَشْبَهَ بالَخيالِ أو الوما

والنومُ أَبعدُ ما يكونُ عَنِ العُيُو ... نِ وقلّما تلقى هنالك نُوّما

فكأَنما نسى الكرى أَجْفَانَهم ... مِنْ طوْلِ ما سَهِرُوا الليالي قُوَّما

وَسَلَتْ مضاجعَها الجوانبُ بعد ما ... أَمسى الهناءُ على النفوسِ مُحرَّما

والْحَربُ من حولينِ ما زالتْ مُؤَجْ ... جَجَةً وما زالَ المنايا حُوَّما

فامددْ يداً بيضاَء تُسْعِفْ عاجزاً ... أو تَأْسُ مَكْلوماً وتُنْجِدْ أَيِّما

ولقد عرفتُك باذلاً متكرّماً ... فَأَعِنْ بمالكَ مَوْطِناً متردّماً

هو مَوْطنٌ غَمَرَ الأَسى باحاتِه ... وغدا الشقاءُ على بَنيهِ مُهَيْنِما

قد كانَ مثل العُرْسِ بَّسامَ الرؤى ... طَلْقاً فحوَّله الأجانبُ مَأْتما

قَدْ باتَ يَنْطُفُ عَنْدَما بالأوصيا ... ءِ وكانَ حتى الأَمْس يَنْضَحُ بلسما

قد كانَ مِنْ أَفْضَالِ رَبّكَ جنَّةَ ال ... دنيا فَصَيَّرَهُ الدخيلُ جَهَنَّما

إِن الدخيلَ، وإِنْ تَأَلَّهَ، مُجْرِمُ ... مُتَنكِّرٌ فاحْذَر - فُدِيتَ - المجرما

قالوا التمدُّنُ عَنْ يَدَيْهَ فقلتُ لا ... كانَ التمدُّنُ عَنْ يَدَيْهِ مُتَمَّما

أَين التمدُّنُ عند مَنْ يَنْز وهوىً ... ويروغُ ثعلبةً ويسعى أَرقما

أَمن التمدُّنِ أَنْ يُبَاعَ الدينُ بال ... دنيا وتُغتَصَبُ الحقوقُ وَتُهْضَما

وَيُحَلَّ قَتْلُ الأبرياءِ وهَدْمُ دو ... رِ المُبْعَدِينَ وَنَفْيُ أَحرار الحمى؟

أمُعَيَّري بالبَرْبَريَّةِ إِنني ... متأخّرٌ فاهنأْ وكُنْ متقدّما

إِني لأَهوى البربريةَ إِنْ يَكُ الت ... مدينُ هَضْمَ الحقِّ أو سَفْكَ الدما

ولقد تركتُ لكَ الرقيَّ فَخَلِّنِي ... متسكّعاً بين الجهالة والعمى

فأنا امرؤٌ نزَّهِّتُ عن حَمَاءِ الخنا ... نَفْسي وآبى أَنْ أُقارفَ مَأْثما

يا حارسَ الحرمَ الشريفَ وحامياً ... مَهْدَ المسيحِ وأنتَ أَشْأَمُ من حَمَى

المهدُ واَلْحَرمُ الشريف تملمَلا ... ولو استطاعا من أَسىً لتكلَّما!

<<  <  ج:
ص:  >  >>