للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فيعوض عنه، على ألا يحق له في المستقبل أن يقيم مكانه بناء آخر

وبينما كانت المحكمة تقرأ الحكم كانت الاستعدادات لتنفيذ الحكم قائمة في محل الإعدام

وفي الثامن والعشرين من الشهر صباحاً أخرج داميان من سجنه وسيق إلى غرفة في الطبقة السفلى من (الاوتيل ده فيل) محمولا على أيدي الشرطة في نوع من الحقائب اللينة التي تصنع من جلد بعض الحيوانات والتي لا تسمح لغير الرأس بالظهور، ثم أخرج منها وأركع وتلى عليه الحكم، وقد لوحظ أنه كان مصغياً بانتباه إليه، ثم انفرد به خوري كنيسة القديس بولس في وسط المكان بضع دقائق انسحب بعدها الخوري وشرب داميان جرعة من الخمر وضع بعدها في الحقيبة المذكورة مرة أخرى ونقل إلى غرفة التعذيب حيث هناك المحققون مفوضا الشرطة، والرئيسان موله وموبو، والمستشارون رولان وباسكيه وسه فهر، فجرى استنطاقه من جديد.

وحينئذ أحاط به منفذو الحكم وألبسه الجلاد الخف وحين ضغط على الزاوية الأولى أجبرته على الصراخ الشديد، فأقر بأن الموسيو (غوتيه) وكيل عضو في البرلمان والمسيو (له متر) الذي كان يسكن في شارع الماسونيين هما اللذان دفعاه إلى الجريمة. فصدر الأمر في التو بتوقيف هذين الشخصين.

وعندما ضغط على الزاويتين الثانية والثالثة صاح من جديد صيحة ألم، وفي الرابعة طلب العفو. ولما وصل المتهمان الجديدان (غوتيه) و (له متر) واجهوهما بداميان فرجع عن إقراره عنهما. فأعيد إلى العذاب ثانية وضغطوا على الزاوية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة من الخف، وهنا أعلن الأطباء الجراحون بأن المجرم لم يعد في طاقته تحمل تجربة جديدة، وقد دام التعذيب ساعتين وربع الساعة.

ولما دقت ساعة القصر الرابعة تقدم (جيرائيل سانسون) من المسيو (غه ره) والمسيو (مارسيللي) وقال لهما إن ساعة التنفيذ قد حانت. ومع أنه تكلم بصوت خافت فقد سمعه (داميان) الذي دمدم بصوت مخنوق (نعم بعد قليل يخيم الليل) وبعد فترة قال: (أواه، غداً يكون نهاراً لهم).

وحينما وصل (داميان) إلى أسفل الصقالة طلب أن يكلم مفوضي الشرطة فحمل إلى (الأوتيل ده فيل) حيث استدرك من جديد الاتهام ضد (غوتيه) ثم أوصى المسيو (باسكيه)

<<  <  ج:
ص:  >  >>