الأزواج (المجددين) تتحكم بهم نساؤهم، فيأمرونهم وينهينهم، ويشتمنهم و. . ويضربنهم! وهم يخافونهن ولا يجرءون عليهن. .
أي أن الأزواج بين رجلين، رجل أعمل سلطته، وأسقط عاطفته فكان في بيته سيداً، ولكنه لم يذق طعم الحب، ولا عرف السعادة الزوجية، ورجل تبع عاطفته فأرضاها، وأهمل سلطته فأضاعها، فعاش في داره عبداً. .، وتفصيل ذلك أن الزوج هو الذي يحكم على نفسه، ويختار طريقه. فإذا دلل زوجه في الأيام الأولى، ومثل لها (دور العاشق في الروايات الخيالية، ومنحها قياده، وأراها أنها حياته، وأنها الآمرة الناهية عليه، وتذلل لها وخضع، (ولذة الحب في التذلل والخضوع) ألفت ذلك منه، تعوده. . فإذا طارت من رأسه سكرة الحب، وأحب أن يحكم في الدار، كما يحكم رب الدار، وجد الأمر قد أفلت من يده، فيبدأ الخلاف، ثم لا ينتهي أبداً. وإذا هو ضبط نفسه في الأيام الأولى، ولم يعط إلا بمقدار واستعمل عقله وسلطانه، ألفت منه الزوجة ذلك، فوجدت كل عطف منه بعد ذلك غماً كبيراً. .
فالزوج العاقل الحازم من لم تلهه حلاوة العسل التي تدوم له شهراً، عن مرارة العلقم التي ستبقى دهراً طويلاً. ومن لم تشغله اللذة الجسمية العاجلة، عن السعادة الزوجية الآجلة، فلينتبه لهذا الأزواج، فمن هنا منشأ الخطر. .
حقوق الزوجين
ومن أسباب النكد البيتي، والشقاء الدائم، الخلاف على حقوق كل واحد من الزوجين، فمن الرجال من يأخذ أكثر من حقه، ومن النساء من تقيم نفسها مقام الرجل، تفرض عليه سلطانها، حتى إن الرعناء لتسأله: أين كنت؟ ومن كلمت؟ بل إن من النساء الحمقاوات المتحذلقات ممن يحسبن أنهن متعلمات، من تحاسب زوجها على زيارته أهله، وصلته رحمه، وتغار عليه إذا كلم عمته أو زارها. . حتى أصبح الأمر فوضى لا نظام له وظلمة لا نور فيها: مع أن الشرع الإسلامي (الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة، إلا بين وجه الحق فيها) قد حدد حقوق الزوجين، فجعل من حقوق الزوج على زوجته أن تطيعه فيما لا معصية فيه، وأن تصون عفافها، وألا تخرج إلا بأذن منه أو لضرورة، وأن تحرص على إدخال السرور عليه، وألا تكلفه ما لا يطيق ولا تطالبه بالزائد من حاجة نفسها، وأن تبذل