شؤونه؛ بل لقد كان يزدري أعضاء مجلس الوزراء ويرميهم بالغبا، أو كما يقول إنه شاهد أكبر نوع من الإوز في ذلك المجلس.
وبلغ به الذهاب بنفسه حدَّا جعل الناس يظنون به الظنون حتى ليحسبونه يتطلع إلى الرياسة، فهو ينتظر لا يعمل عملاً حتى تواتيه الفرصة إلى انقلاب يأتي به على غرة. . . ولكن الرئيس على الرغم من مسلك ما كليلان يعينه قائداً عامَّا للقوات بعد أن يترك سكوت العمل لكبر سنه.
ولا يقف صلف ماكليلان عند حد، فلقد ذهب الرئيس مرة إليه يستنبئه عن أمر، فتركه القائد لحظة ينتظر قبل أن يلقاه؛ وشاع ذلك في الناس، وأشارت إليه الصحف، وانعقدت الآراء على استنكاره، ولكن الرئيس لم يعبأ بما حدث، فما كان هوبالذي تلهيه المسائل الشخصية عما هو فيه، ولقد رد على ذلك بقوله (إني لأمسك لما كليلان زمام جواده إذا هو جاء لنا بانتصارات).
ولكن حدت بعد ذلك أن ذهب الرئيس ومعه كبير وزرائه إلى مكان القائد فلم يجداه، فجلسا ينتظران حتى رجع؛ وأنبأه بعض الجند بانتظارهما إياه؛ فصعد إلى غرفته وأرسل إليهما رسالة يأسف فيها لعدم استطاعته أن يراهما لأنه متعب! واستشاط سيوارد من ذلك غضباً، ولكن الرئيس راح يهون الأمر عليه. .
على أنه كف بعدها عن زيارة ذلك القائد المدل بنفسه. .
وقدر الرئيس فضلاً عن ذلك أن يلاقي العنت من الرأي العام كما يلاقيه من أكابر قواده، ومن أمثلة ذلك ما كان من موقف الناس إزاء قرار فريمونت فلقد بالغوا يومئذ في إعنات الرئيس وإحراجه. . حتى كان موقف آخر فعادوا إلى غيهم يأخذون على الرئيس مسالك القول والعمل، وكان ذلك الموقف نتيجة لما أدت إليه الحوادث بين حكومة الاتحاد الشمالي وبين الحكومة الإنجليزية. .
كان لنكولن يخشى أن تسوء العلاقات بين حكومته وبين إنجلترا، إذ كانت الأنباء تنذر بذلك؛ فكثير من رجال الحكومة الإنجليزية كانوا يرون أن تعترف حكومتهم بالاتحاد الجنوبي كحكومة مستقلة حتى يتسنى لإنجلترا أن تدخل سفنها الموانئ الجنوبية وعلى الأخص موانئ القطن، دون أن يكون في ذلك تصادم مع الحصار المضروب عليها من