الحوار: كان سخيفاً مع أن واضعه من مشاهير كتاب الحوار. وقد علمناً أنه كلف بكتابته سجعاً، وقد بينا أثر السجع على انتباه الجمهور في العدد الماضي فلا داعي لإعادته. ونحن نرجو بشدة ألا يتكرر مثل هذا.
الأغاني: لم يصادفها التوفيق قط، وكان تلحينها (أوبرا) مزيفة، وفي مناسبة الأوبرا ومناسبة الغناء الارتجالي العادي، وكانت فاترة ولاسيما أغاني بطل الفلم عبد الغني السيد الذي سمعنا له مقطوعات في الإذاعة أقرب إلى طبيعة صوته وأدنى إلى الجودة وبراعة التلحين من مقطوعاته بالفلم.
التمثيل: وفق الأبطال المضحكون الثلاثة كل التوفيق في إضحاك الجماهير. ولكنهم فشلوا كممثلين سينمائيين. فقد كانوا يتبعون طريقة المواقف المسرحية الاستعراضية، وكانوا يكثرون من (القفش والتنكيت) وكان لهم في بعض المواقف (تهريج) غير محمود وإن كنا نظن أنه أعجب كثيراً من الناس. وقد طغى الجانب الفكاهي على الجانب الغنائي، وفشلت نجاة على وزميلها عبد الغني السيد في أداء دوريهما فشلاً ذريعاً، والمسئول عن ذلك هو المخرج دون سواه؛ ويكفي أن نقول إن وجه عبد الغني السيد لم يكن يعبر عن شيء قط، وكانت حركات فمه أثناء الغناء غير متفقة مع مخارج الكلمات التي ينطقها!
المونتاج: أصيب الفيلم من جرائه بتلف كبير واقتضبت لقطات كثيرة دون سبب ظاهر. مثال ذلك عبد الغني السيد حين عاد إلى غرفة حبيبته من الخارج فوجد بها الأمير عنتر يحاول أن يقبلها، فقد رأيناه يدخل الغرفة، ثم رأيناه مباشرة (نازل طحن) في الأمير عنتر ورجاله بسيف من سيوف الشيش لم يعرفه المسلمون دون ريب من قبل هذا الفيلم! ولولا المونتاج لكان الفيلم أقوى كثيراً مما هو الآن.
كلمة أخيرة: ويطول بنا الكلام إذا نحن توسعنا في ذكر سائر العيوب ولذلك نكتفي بما قدمنا، راجين من حضرات الأخوان الذين يخصهم هذا الكلام من رجال الاستديو أن يطالعن بغاية، ويجتهدوا في تلافي هذه العيوب في الأفلام القادمة ولعل ذلك يكون قريباً إن شاء الله، أن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلا بالله.