للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشربنا ونحن مرضى من الهم ... دواء أنعم به من دواء

ثم يقول من هذه القصيدة:

أين لا أبعد المهيمن داراً ... لك يا من أجله عن ندائي

أذكرتني بك الكواكب والبد ... ر ونفخ الرياض والصهباء

أنت أقصى مني ضمائر لو شئ ... ت لباتت في غبطة وهناء

أنت شمس لهيبها في فؤادي ... أنت نور لظاه في أحشائي

أنت عندي كليلة القدر في الدهـ ... ر ولكن لن تستجيب دعائي

تتجلى في كل حسن فأرعا ... ك وأنسى محاسن الأشياء

. . . الخ

تلك نماذج مختلفة من أسلوب العقاد في أول ديوان يصدره منذ خمسة وعشرين عاما مرن على النظم، واستجابت له التراكيب وسلس له التعبير، وتهيأ له خلالها ما يتهيأ لأي شاعر عادي من المران والدربة والإتقان.

فإذا استغنينا بالجزء الأول وحده، فنحن واجدون للعقاد كثيرا من شعر الأساليب الفخمة الجزلة، والأساليب الرصينة المتينة، والأساليب العذبة السلسة، وكل ما يعنيه الأسلوبيون ببدائع الأسلوب. ودع عنك ما وراء أسلوب العقاد من معان وفكر وأحاسيس وعوالم واسعة من الفن الفريد

فماذا يريد إخواننا الرافعيون؟

إنهم ليستغشون ثيابهم ويضعون أصابعهم في آذانهم، ويذهبون ويتجنون وينكرون، وما على العقاد ولا على المدرسة الحديثة منهم، بل لا كانت هذه المدرسة إذا كانت تنظر إلى رضاء الرافعي!

(حلوان)

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>