ط - وإذن فالألم الأكثر في أن نكون ظالمين وشرهين وجبناء وجهلاء، وليس في أن نكون فقراء ومرضى؟
ب - يبدو لي أنه كذلك يا سقراط تبعاً لما قلنا.
ط - وإذاً يجب أن تكون (رداءة النفس) أقبح الأشياء، لأنها تفوقها جميعاً بما تسببه من خسران هائل خارق للمعتاد، ومن شر مسرف عجيب، لا من الألم فحسب تبعاً لقولك
ب - ذلك واضح
ط - وذلك الذي يزيد هكذا بالخسران المفرط هو أفدح ما يوجد من الشرور؟
ب - نعم
ط - وإذاً فالظلم والشره (ورداءة النفس) على العموم، هي أفدح شرور العالم؟؟
ب - ذلك ظاهر
ط - والآن ما هو الفن الذي يخلصنا من الفقر؟ أليس هو الاقتصاد؟
ب - بلى
ط - ومن المرض؟ أليس هو الطب؟
ب - بلى، من غير نزاع
ط - ومن رداءة النفس وظلمها؟ إذا كان وضع أسئلتي على ذلك النحو يحيرك فسأجعلها هكذا: إلى من نذهب بأولئك الذين هم مرضى الجسوم؟
ب - إلى الأطباء يا سقراط
ط - وإلى من نذهب بأولئك الذين يتركون نفوسهم فريسة للظلم والشره؟
ب - أتريد أن تقول إننا نذهب بهم إلى القضاة؟
ط - أليس كذلك كيما يلقوا جزاءهم؟
ب - بلى
ط - والآن ألا نعاقب الناس، عندما نعاقبهم، بحق لأنا نطبق (عدلاً) خاصاً؟
ب - ذلك واضح
ط - وهكذا يحررنا الاقتصاد يا بولوس من الفقر، والطب من المرض، والعدالة من الظلم