مثله ولا بعضه أي قصاص مبتدئ! ولكنني كنت صغيرة السن جداً كما كنت قليلة الخبرة بأمور الحياة الأدبية، فلم أومن بهذا الفضل! بل إن غداء المستر (هاينمان) قد ظل أول وآخر عهدي بالمجتمعات الأدبية إلى الآن!
وكلما أعدت قراءة قصتي الأولى (زيللا) بعد الطبع، استرعت نظري فيها جدة خاصة، أظنها الطابع المميز لمعظم الأعمال القصصية الأولى، كما تسترعي انتباهي أيضاً طريقة كتابتها التي أصبحت بها بعيدة العهد. والواقع أنها لم تكن قصة بالمعنى الصحيح بقدر ما كانت تسجيلاً تعقبياً لما تميزت به البطلة من ضعف طبيعي جر على حياتها أسوأ العواقب. على أني أعتقد بأن استعراض شخصياتها لم يكن رديئاً. وكما أسلفت، أرى أن ضعف هذه القصة ينحصر في طريقة بنائها، وفي انعدام العقدة الفنية فيها، بحيث أنها كان من الجائز أن تختتم في منتصف فصولها، دون الاستطراد إلى مئات من الصفحات الأخرى.
ولكن. . . بعد أن تم كل شيء أحسست بشعور دافق من الارتياح يغمرني. ولست أنسى أبداً تلك اللحظة السعيدة التي تسلمت فيها النسخ الخمس الأولى من قصتي هدية من الناشر. . .!!