مضى قرنان من الزمان على موت جورج هويتفيلد أعظم خطباء الإنجليز ووعاظهم في القرن الثامن عشر. وقد هبت إنجلترا وأمريكا تحتفل بذكرى الرجل العظيم الذي خطب عشرت ملايين منهم فعلمهم جميعاً الرحمة ومحبة الله والتفاني في خدمة البشر والتجرد من زخرف الحياة وباطلها لتكون زخرفاً وجنة للجميع. وكثيرون منا لا يعرفون هذا الرجل الذي شاد بخطبه وعظاته نصف ما في إنجلترا وأمريكا من ملاجئ ومستشفيات ودور للخير. حقا إن شهرة هويتفيلد لم تبلغ في العالم من الذيوع ما بلغته شهرة لوثر أو كلفن أو ويسلي، وهذا لأنه لم ينشئ مذهباً جديداً أو فلسفة جديدة، لكنه في الحقيقة كان أخطب منم وأنفع للخير العام، لأن خطبه الممتلئة بالحرارة والإخلاص لم تقد الناس إلى الحرب وإهراق الدماء والمذابح بل قادتهم إلى البر والمؤاخاة والعطف بينهم، وإن من أظرف ما يروى من أخباره أن الرئيس فرنكلين كان يسمع عنه وكان لا يحبه، فدعاه أحد أصدقائه مرة إلى اجتماع سيخطب فيه هويتفيلد فذهب على كره منه. فلما سمع الشطر الأول من خطبته - وكان موضوع الخطبة الحث على جمع التبرعات لعمل خيري - تحرك شيء من العطف في قلب فرنكلين وعزم على التبرع بقليل من السنتات (السنت: مليمان) فلما بلغ الخطيب نصف خطبته ثار العطف في قلب الرئيس أكثر فعزم على التبرع بدولارات، فلما فرغ هويتفيلد هب فرنكلين فأفرغ في صندوق التبرعات كل ما كان في كيسه من السنتات والدولارات والجنيهات!
فهل من وعاظنا الأفاضل من يبلغ مبلغ جورج هويتفيلد؟
جورنج رجل ألمانيا الحديدي
ظهر هذا الكتاب بالإنجليزية لمؤلفه هـ. و. ريان، وقد تناول فيه المؤلف حياة المارشال جورنج فأرخها تأريخا جميلا من يوم نشأته في المدرسة القروية الحربية البروسية إلى عمله في فرق الطيران الألماني زمن الحرب، إلى هجرته إلى السويد بعد هزيمة ألمانيا، فزواجه هناك من زوجته كارين التي قاسمته شظف العيش وشدة الحياة، التي وضعت في حياته اللبنات الأولى للمجد والمستقبل الحافل. . . ومن أبرع فصول الكتاب تلك التي