للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ننكى العدا ونكرم الأضيافا) وفي النهاية: أو ينكى لك عدواً، ومثل ذلك في اللسان والتاج والأساس والمصباح، وقد يهمز، لغة فيه

٤ - في الصفحة (٢١): (ثم أبادهم بنو إسرائيل عن بكرة أبيهم) وفي الصفحة (٤١٠): (وإهلاك أهل قرية عن بكرة أبيهم)

قلت: ليس لكلام المبشرين معنى وأصل هذا القول: (عن بكرة أبيهم) مثل، والأمثال لا تغير، وقد ذكرته كتب الأدب واللغة وأوضحته، قال (مجمع الأمثال): (جاءوا على بكرة أبيهم، قال أو عبيد: أي جاءوا جميعاً لم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة. وقال غيره: البكرة تأنيث البكر وهو الفتى من الإبل، يصفهم بالقلة أي جاءوا بحيث تحملهم بكرة أبيهم قلة. وقال بعضهم: البكرة ههنا التي يستقى عليها أي جاءوا بعضهم على أثر بعض كدوران البكرة على نسق واحد. وقال قوم: أرادوا بالبكرة الطريقة كأنهم قالوا: جاءوا على طريقة أبيهم أي يتقيلون أثره. وقال ابن الأعرابي: البكرة جماعة الناس يقال جاءوا على بكرتهم وبكرة أبيهم أي بجمعهم. فقلت: فعلى قول ابن الأعرابي يكون علي في المثل بمعنى مع أي جاءوا مع جماعة أبيهم أي مع قبيلته؛ ويجوز أن يكون على من صلة معنى الكلام أي جاءوا مشتملين على قبيلة أبيهم. هذا هو الأصل ثم يستعمل في اجتماع القوم وإن لم يكونوا من نسب واحد. ويجوز أن يراد البكرة التي يستقى عليها وهي إذا كانت لأبيهم اجتمعوا عليها مستقين لا يمنعهم عنها أحد، فشبه اجتماع القوم في المجيء باجتماع أولئك على بكرة أبيهم)

وأورد المثل الصحاح واللسان والأساس والتاج من المعجمات، وكتاب (جمهرة الأمثال) لأبي هلال العسكري، وكتاب غاية الأرب في معاني ما يجري على ألسنة العامة في أمثالهم ومحاوراتهم من كلام العرب للمفضل بن سلمة، وروت هذه المصنفات بعض ما كتبه الميداني في شرح المثل.

٥ - في الصفحة (١٦٠): (إلى أمر جسداني فقط) وفي الصفحة (٢٠٣): (بملاذ جسدانية)

قلت: النسبة إلى الجسد جسدي، وإذا كانت العربية لم تجز الجسمانيات - كما قال أبن أبي الحديد في شرح النهج - وفيها الجسمان بمعنى الجسم فيكف يكون حالها مع الجسداني والجسدانية؟ وليس الجسداني نسبة شاذة كما قال صاحب (أقرب الموارد) بل هي خطأ،

<<  <  ج:
ص:  >  >>