للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرافعي؛ ولكن هذا (التعاون) قد خرج من نطاق القضايا والمحاكمات إلى نطاق أدبي آخر ليس من حقي أن أتحدث عنه اليوم. . . . وعند الأستاذ الزيات بقية الخبر، تحدث به الرافعي إليه في مجلس ضمنا نحن الثلاثة. . . .

وفي شهر ديسمبر من سنة ما، قصد الأستاذ جورج إبراهيم إلى صديقه الرافعي، يطلب إليه أن يعد كلمة عن المسيح لتلقيها فتاة مسيحية في حفلة مدرسية في ليلة عيد الميلاد. . .

وكتب الرافعي المسلم كلمة مسلمة في تمجيد المسيح فدفعها إلى صديقه. . . وألقتها الفتاة في حفل حاشد من المسيحيين المثقفين فخلبت ألبابهم واستحقت منهم أبلغ الإعجاب

وفي الشهر التالي كانت هذه الخطبة المسيحية الرافعية منشورة في (المقتطف) منسوبة إلى الفتاة. وكانت عند أكثر القراء المسيحيين إنجيلاً من الإنجيل

تحت يدي الآن النسخة الأصلية من هذه الخطبة مكتوبة بخط الرافعي، وهي النسخة التي بعث بها إلى صديقه الأستاذ جورج ليدفعها إلى الفتاة؛ وفي صدرها إلى صديقه: (هذا ما تيسر لي على شرط الفتاة، فنقح فيه ما شئت، واضبط لها الكلام. والسلام)

وفي آخرها يتفكه مع صديقه ((وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة) والمضرة، والمعرة يا عم جورجي)

وكان الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي - صهر الرافعي - من تلاميذ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده المقربين، وكان أدنى منزلة إليه من كثير من تلاميذه، على أن تأثر به كان من الناحية الأدبية وحسب، على حين كان تلميذه المقرب المرحوم السيد رشيد رضا مخصوصاً بالرواية عنه في الناحية الدينية، فكلاهما من تلامذة الأستاذ الإمام ولكن لكل منهما نهجه وشرعته

فلما هم الأستاذ البرقوقي أن يصدر مجلة البيان - وكان السيد رشيد رضا قد سبقه بإصدار مجلة المنار - قصد البرقوقي إلى الرافعي يقول له: (إنني لا أتصوَّر كيف يصدر العدد الأول من (البيان) وليس فيه كلمة أو حديث أو مجلس من مجالس المرحوم الأستاذ الإمام، وأنا كنت أدنى إليه مجلساً من رشيد رضا الذي لا يصدر عدد من مجلته - المنار - إلا وفيه حديث أو خبر أو مجلس من مجالس الشيخ محمد عبده!)

قال الرافعي: (فابدأ العدد الأول بما شئت من حديثه أو مجالس درسه!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>