المدرسية أو الجامعية الماضية فأجاب في بساطة وسخرية: لا شيء. فقيل له: وماذا تأسف عليه من هذه الحياة؟ فقال إنه لا يأسف إلا على ذهابه إلى المدرسة أو الكلية؟!
وسئل عما إذا كان أحد من مدرسيه قد أثر فيه فوجهه إلى الخير أو الشر؟ فنفى أن يكون أحد منهم قد ترك أثره فيه وأنهم لم يكونوا يحبونه مطلقاً ولم يكونوا يفقهون من وسائل التربية السيكلوجية كثيراً ولا قليلاً
وسئل عن الكتب التي تركت طابعها في نفسه أكثر من غيرها في طور طفولته، فذكر أنه قرأ كل ما تيسر له من الكتب إلا كتب الأطفال التي كان يمقتها، ثم أورد الكتب التي ما يزال صداها يملأ ذاكرته فكانت ثلاثة هي رحلة الحاج لجون بنيان وألف ليلة وليلة وروبنسون كروزو
ونفى في سؤال رابع أن يكون لفئة المدرسين في هذا العصر طابع خاص يلفت إليهم النظر، ويميزهم من سواهم من سائر الناس. ثم أجاب عن شطر آخر من السؤال، فقال إن المدرس سجان برغمه للأطفال الشياطين يحبسهم سحابة النهار حتى لا يصيبوا أمهاتهم بالجنون.
وسئل عن الجمع بين الجنسين في التعليم إلى سن الرابعة عشرة ثم ما بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة، هل هو مع الجمع أو هو ضده؟ فقال إنه لا يصلح للحكم في هذه المسألة على أنه لا يرى في الجمع أي بأس لاسيما للأبناء الذين ليس لهم أخوات والبنات اللاتي ليس لهن اخوة
وسئل عما يلاحظ في شباب هذا الجيل من الفظاظة والكسل وانعدام روح المجازفة، فاعترف بكل ذلك، لكنه فضل شباب هذا الجيل من هذه الوجهات على شباب عصره، بل فضلهم على نفسه هو حينما كان طفلاً وشاباً
وسئل عن هذه الفروع المملة من التعليم والتي لا تسيغها نفوس التلاميذ: هل ينبغي مع ذاك أن تكون جزءاً مما يفرض عليهم تعلمه؟ فقال:(حسن! وهل يسيغ أحد من التلاميذ جدول الضرب مع شدة لزومه؟). ثم أوصى بوجوب إثارة الرغبة في نفس التلميذ ليحفظ الجدول وما شابهه وإفهامه أنه بدون هذا الجدول لا يستطيع أن يتصرف في النقود التي يعطيها له أبوه لينفقها وإلا يبعثرها هباء؛ وبهذا يقبل الطفل على كل صعب مملول فيحفظه بدافع